مصلحون) *، والمقصود من عدم شعورهم عدم اطلاعهم على اتضاح فساد رأيهم، وأنه سيظهر كذبهم بين الناس من قبل الله تعالى.
ولكن الإنصاف خلافه، وأنهم ربما كانوا على طريقتهم واعتقادهم في تحكيم مباني دينهم، ولكن ما كانوا يحسون ولا كانوا ذوي إحساس وشعور بأن في كل وعاء لابد من قانون ودين ينحفظ به النواميس البشرية والإلهية وما كانوا يدركون عواقب القضايا ونهايات الحركات والأمور حتى ينصرفوا من تلك الطريقة إلى الديانة الإسلامية.
وهذا ذم في محل يستحقونه، ضرورة أن الأفهام القاصرة غير البالغة إلى كنه الحقائق والمصالح والمفاسد لابد لهم من الرجوع إلى غيرهم حتى يعرفوا ويتبين لهم الحق من بعد ما ضلوا.
فالمصلح الحقيقي ربما يشعر بلزوم هذا التوبيخ البليغ، لما فيه الخير الكثير أحيانا، وهو تفطنهم إلى ما يصنعون ويفسدون في الأرض، نظرا إلى تمشية أمور الإسلام والحق، ولا يلاحظ في هذه الظروف تلك الشؤون الجزئية، لما في لحاظها الشر الكثير احتمالا، لإمكان وصولهم إلى مرامهم الفاسد، فيصدون عن سبيل الله صدودا.
الوجه الثامن حول متعلق * (لا يشعرون) * اختلفوا في محذوف قوله تعالى: * (ولكن لا يشعرون) *، وأنه هل هو عدم الإصلاح، أو أنهم مفسدون، أم أنهم معذبون، أو أنهم ينزل بهم الموت،