المسألة الثانية حول كلمة " الناس " الناس يكون من الإنس ومن الجن، لكن غلب استعماله في الإنس، وهو جمع إنس أصله أناس جمع عزيز ادخل عليه " أل ".
وقيل: الناس اسم وضع للجمع كالرهط والقوم، واحده إنسان من غير لفظه، ويصغر " الناس " على نويس (1).
والناس يذكر، قال الله تعالى: * (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) * (2) و * (يومئذ يصدر الناس أشتاتا) * (3).
وقيل: الناس قد يذكر ويراد به الفضلاء، دون من يتناوله اسم الناس تجوزا (4). وفيه ما لا يخفى.
وقيل: إطلاقه على الجن ضرب من المجاز، وهو غير واضح، لأن ما يقابل الجن - حسب الاستعمال - هو الإنس كثيرا.
والذي هو التحقيق: أن الاستعمال أعم، ولا يستفاد منه شئ من الحقيقة، والذي هو المتبادر منه أنه منصرف عن الجن، وهذا هو المطرد، فما في بعض كتب اللغة غير ثابت جدا. وعن ابن خالويه: أن