البلاغة والمعاني وهنا بحوث:
البحث الأول حول الأوصاف المذكورة ولزوم التكرار قضية مراجعة الكتاب العزيز هو أن الآية الثانية عام، والثالثة والرابعة تابعتان للثانية، ولا يلزم التكرار، ولا تكون الثالثة أعم من الرابعة، ولا العكس، فقوله تعالى: * (هدى للمتقين) * معنى كلي عام، و * (الذين يؤمنون بالغيب) * أيضا عام يشمل جميع المعتقدين بالغيب، * (والذين يؤمنون بما أنزل إليك) * أيضا عام، ولا تكرار بالضرورة لاختلاف المؤمن به، فإن الإيمان بالغيب أعظم من الإيمان بما انزل إليه، بل الإيمان بالغيب لازم أولا، حتى يتمكن الإنسان من الإيمان بما انزل إليه وما انزل من قبله، لأن ما هو النازل على الأنبياء كله من الغيب، وشاهد على الغيب، وناطق بالغيب.