المبحث الرابع حول تغيير الضمير من المفرد إلى الجمع في وجه الإتيان بصيغة المضارع المفرد، ثم الإتيان بصيغة الجمع، وهو قوله: * (آمنا) *.
فربما أنكر بعضهم بأنه غير جائز، لأنه من الرجوع إلى الجمع من المفرد (1). وقال بعضهم: إن في ذلك لطفا، لما فيه من الجمع بين حكم اللفظ والمعنى (2).
أقول: والذي يظهر لي: أن الإتيان بالمفرد فهو لأجل أن مفاد " من " ليس إلا الواحد على البدل، وأما قوله: * (آمنا) * فهو مقول قول هذا الواحد على البدل، فإنه يجوز أن يقول: * (آمنا) * إما تفخيما لشأنه، أو كان نائبا عن طائفتهم ووكيلا من قبلهم أصالة أو فضولة، فلا ينبغي الخلط الذي ابتلي به أرباب التفسير، فوقعوا في حيص بيص.