العملية والحكمة التطبيقية.
أو يقال: إن القائل في الآية الأولى والمحاجة السابقة كان منهم - كما عرفت تقريبه - فهو لا يقول إلا بالنهي عن الإفساد، فإذا عرف من حالهم أنهم يظنون أنهم مصلحون، فقيل لهم: لو كنتم مصلحين فآمنوا حقيقة كإيمان الناس.
أو يقال: إنه لم يكن النظر إلى إيمانهم، لما لا منفعة فيه ولا خير منه، بل المقصود مقصور على تركهم الإفساد ومنعهم عن التضاد والفساد، ولكنهم لما قالوا: * (إنما نحن مصلحون) * عرض عليهم إذا كان الأمر كما زعمتم، فآمنوا كما آمن الناس، ولا تكونوا منافقين بإبطان الكفر وإظهار الخلوص.
النكتة الثانية حول قائل القول اختلفوا في القائل هنا - أيضا - في أنه الله تعالى أو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو غيرهما، والذي هو المستفاد من الآية أنها ليست في مقام بيان خصوصية القائل، وكأنه لا يترتب عليه أثر مطلوب، وقد احتملنا فيما سلف كون القضية فرضية حكاية عن مقتضيات أحوالهم، ولكنه ربما لا يناسب الإتيان بالفعل الماضي في الجواب.
اللهم إلا أن يقال: إن الفعل في تلو الشرطية فارغ عن الاقتران