" نقلت من بعض الكتب "، وهو سند مبهم كل الإبهام كما ترى. ونحن نعلم إن أبا العلاء رثى أبا أحمد الموسوي والد الشريف المرتضى قبيل مفارقته بغداد (١) بقصيدته المشهورة التي مطلعها:
أودى فليت الحادثات كفاف | مال المسيف وعنبر المستاف منها: رغت الرعود وتلك هدة واجب |
هذا وأمثاله مما يختلقه جماعة من الرواة ويضعونه - من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون - كثير. كما قد نسب إلى المرتضى من ذمه وإزرائه بأبي إسحاق الصابي عندما نقل إليه نعيه ورثاء أخيه الشريف الرضي له - مع أنك وجدت - كما ذكرنا لك من قبل - رثاء المرتضى نفسه للصابي بتلك المرثية الرائعة التي تدمغ ما وضعه المبطلون وافتراه المفترون.
هذا وللمرتضى مجلس ذكر أنه دخل عليه فيه أبو العلاء المعري فعثر برجل أحمق فقال لأبي العلاء: من هذا الكلب؟ فقال له أبو العلاء: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسما، وسمعه المرتضى واستدناه واختبره فوجده عالما مشبعا بالفطنة والذكاء فأقبل عليه إقبالا كثيرا (٢).
وقد مرت عليك الإشارة إلى القصيدة التي يرثي بها المعري أبا أحمد الموسوي والد الشريفين المرتضى والرضي ويثني بها عليهما والتي يقول فيها: