ومع كل هذا فقد كان المرتضى - رحمه الله - في ذلك العصر المشحون بالفتن والشغب، والهم والنصب لا يخلو من ظرف ودعابة مع أصدقائه ومعاشريه بما لا يخرج عن حدود؟ الحشمة ومسالك الأدب، فقد اطلع يوما من روشنه فرأى المطرز (١) الشاعر قد انقطع شراك نعله وهو يصلحه فقال له: قدت ركائبك، وأشار إلى قصيدته التي أولها:
سرى مغرما بالعيس ينتجع الركبا | يسائل عن بدر الدجى الشرق والغربا (٢) على عذبات الجزع من ماء تغلب |
يا خليلي من ذؤابة قيس | في التصابي رياضة الأخلاق غنياني بذكرهم تطرباني |
كان للشريف المرتضى بفضل ما أوتي من شرف العلم والنسب، وما تحلى به من زكاته الطبع والأدب، مع عزة النفس ووفارة المال وجميل الخصال، وسمو الرتبة وجليل