(قوله الفتاح القاضي افتح بيننا اقض) كذا وقع هنا والفتاح لم يقع في هذه السورة وإنما هو في سورة سبأ وكأنه ذكره هنا توطئة لتفسير قوله في هذه السورة ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ولعله وقع فيه تقديم وتأخير من النساخ فقد قال أبو عبيدة في قوله افتح بيننا وبين قومنا أي احكم بيننا وبين قومنا قال الشاعر ألا أبلغ بني عصم رسولا * فإني عن فتاحتكم غنى الفتاح القاضي انتهى كلامه ومنه ينقل البخاري كثيرا وروى ابن جرير من طرق عن قتادة عن ابن عباس قال ما كنت أدرى ما معنى قوله افتح بيننا حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها انطلق أفاتحك ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس افتح بيننا أي اقض بيننا ومن طريق قتادة والسدي وغيرهما مثله (قوله ومتاع إلى حين الخ) تقدم في بدء الخلق (قوله الرياش والريش واحد الخ) تقدم أيضا في أول أحاديث الأنبياء ورواه ابن المنذر من طريق الكسائي أي قال الريش والرياش اللباس (قوله قبيله جيله الذي هو منهم) هو كلام أبي عبيدة وروى ابن جرير من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله قبيله قال الجن والشياطين وهو بمعناه وقد تقدم في بدء الخلق (قوله ومشاق الانسان والدابة كلها تسمى سموما واحدها سم وهي عيناه ومنخراه وفمه وأذناه ودبره واحليله) قال أبو عبيدة في قوله تعالى في سم الخياط أي ثقب الإبرة وكل ثقب من عين أو أنف أو أذن أو غير ذلك فهو سم والجمع سموم ووقع في بعض النسخ مسام الانسان بدل مشاق وهي بمعناه (قوله غواش ما غشوا به) قال أبو عبيدة في قوله ومن فوقهم غواش واحدتها غاشية وهي ما غشاهم فغطاهم من فوقهم وروى ابن جرير من طريق السدي قال المهاد لهم كهيئة الفراش والغواش يتغشاهم من فوقهم ومن طريق محمد بن كعب قال المهاد الفرش ومن فوقهم غواش قال اللحف (قوله نكدا قليلا) قال أبو عبيدة في قوله تعالى والذي خبث لا يخرج الا نكدا أي قليلا عسر في شدة قال الشاعر لا تنجز الوعد أن وعدت وأن * أعطيت تافها نكدا وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي قال النكد الشئ القليل الذي لا ينفع (قوله طائرهم حظهم) قال أبو عبيدة في قوله تعالى إلا إنما طائرهم عند الله قال حظهم ونصيبهم (قوله طوفان من السيل ويقال للموت الكثير الطوفان) قال أبو عبيدة الطوفان من السيل ومن الموت البالغ الذريع كأنه مأخوذ من أطاف به إذا عمه بالهلاك وعن الأخفش الطوفان واحدته طوفانة وقيل هو مصدر كالرجحان والنقصان فلا واحد له وروى ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال أرسل عليهم المطر حتى خافوا الهلاك فأتوا موسى فدعا الله فرفع ثم عادوا وعند ابن مردويه بإسنادين ضعيفين عن عائشة مرفوعا الطوفان الموت (قوله القمل الحمنان) بضم لمهملة وسكون الميم (شبة صغار الحلم) بفتح المهملة واللام قال أبو عبيدة القمل عند العرب هو الحمنان والحمنان ضرب من القردان واحدتها حمنانة وقد تقدم مع الذي قبله في بدء الخلق واختلف في تفسير القمل اختلافا كثيرا قيل السوس وقيل الدبا بفتح المهملة والموحدة مخفف وهو صغار الجراد وقال الراغب وقيل دواب سود صغار وقيل صغار الذر وقيل هو القمل المعروف وقيل دابة أصغر من الطير لها جناح أحمر ومن شأنه أن يمص الحب من السنبلة فتكبر السنبلة ولا حب فيها وقيل فيه غير ذلك (قوله عروش وعريش بناء) وقال أبو عبيدة في قوله تعالى
(٢٢٥)