إليه أو مغارات أو مدخلا يدخلون فيه ويتغيبون انتهى وأصل مدخلا فأدغم وقرأ الأعمش وعيسى بن عمر بتشديد الخاء أيضا وعن ابن كثير في رواية مدخلا بفتحتين بينهما سكون يجمحون يسرعون هو قول أبي عبيدة وزاد لا يرد وجوههم شئ ومنه فرس جموح (قوله والمؤتفكات ائتفكت انقلبت بها الأرض) قال أبو عبيدة في قوله تعالى والمؤتفكات أتتهم رسلهم هم قوم لوط ائتفكت بهم الأرض أي انقلبت بهم (قوله أهوى ألقاه في هوة) هذه اللفظة لم تقع في سورة براءة وإنما هي في سورة النجم ذكرها المصنف هذا استطرادا من قوله والمؤتفكة أهوى (قوله عدن خلد إلى آخره) واقتصر أبو ذر على ما هنا قال أبو عبيدة في قوله تعالى جنات عدن أي خلد يقال عدن فلان بأرض كذا أي أقام ومنه المعدن عدنت بأرض أقمت ويقال في معدن صدق في منبت صدق (قوله الخوالف الخالف الذي خلفني فقعد بعدي ومنه يخلفه في الغابرين) قال أبو عبيدة في قوله مع الخالفين الخالف الذي خلف بعد شاخص فقعد في رحله وهو من تخلف عن القوم ومنه اللهم اخلفني في ولدي وأشار بقوله ومنه يخلفه في الغابرين إلى حديث عوف بن مالك في الصلاة على الجنازة (قوله ويجوز أن يكون النساء من الخالفة وأن كان جمع الذكور فإنه لم يوجد على تقدير جمعه إلا حر فان فارس وفوارس وهالك وهوالك) قال أبو عبيدة في قوله رضوا بأن يكونوا مع الخوالف يجوز أن يكون الخوالف ههنا النساء ولا يكادون يجمعون الرجال على فواعل غير أنهم قد قالوا فارس وفوارس وهالك وهوالك انتهى وقد استدرك عليه ابن مالك شاهق وشواهق وناكس ونواكس وداجن ودواجن وهذه الثلاثة مع الاثنين جمع فاعل وهو شاذ والمشهور في فواعل جمع فاعلة فإن كان من صفة النساء فواضح وقد تحذف الهاء في صفة المفرد من النساء وأن كان من صفة الرجال قالها للمبالغة يقال رجل خالفه لا خير فيه والأصل في جمعه بالنون واستدرك بعض الشراح على الخمسة المتقدمة كامل وكوامل وجائح وجوائح وغارب وغوارب وغاش وغواش ولا يرد شئ منها لان الأولين ليسا من صفات الآدميين والآخران جمع غارب وغاشية والهاء للمبالغة إن وصف بها المذكر وقد قال المبرد في الكامل في قول الفرزدق وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم * خضع الرقاب نواكس الأذقان أحتاج الفرزدق لضرورة الشعر فأجرى نواكس على أصله ولا يكون مثل هذا أبدا إلا في ضرورة ولا تجمع النحاة ما كان من فاعل نعتا على فواعل لئلا يلتبس بالمؤنث ولم يأت ذا إلا في حرفين فارس وفوارس وهلك وهوالك أما الأول فإنه لا يستعمل في الفرد فأمن فيه اللبس وأما الثاني فلانه جرى مجرى المثل يقولون هالك في الهوالك فأجروه على أصله لكثرة الاستعمال (قلت) فظهر أن الضابط في هذا أن يؤمن اللبس أو يكثر الاستعمال أو تكون الهاء للمبالغة أو يكون في ضرورة الشعر والله أعلم وقال ابن قتيبة الخوالف النساء ويقال خساس النساء ورذالتهم ويقال فلان خالفه أهله إذا كان دينا فيهم والمراد بالخوالف في الآية النساء والرجال العاجزون والصبيان فجمع جمع المؤنث تغليبا لكونهن أكثر في ذلك من غيرهن وأما قوله مع الخالفين فجمع جمع الذكور تغليبا لأنه الأصل (قوله الخيرات واحدها خيرة وهي الفواضل) قال أبو عبيدة في قوله تعالى وأولئك لهم الخيرات مع خيرة ومعناها الفاضلة من كل شئ (قوله مرجون مؤخرون)
(٢٣٦)