اليمن وهذا يدل على أنه أراد أهل البلد لامن ينسب إلى اليمن ولو كان من غير أهلها * الحديث الخامس حديث أبي هريرة (قوله عن سليمان) هو الأعمش وذكوان هو ابن صالح (قوله وقال غندر عن شعبة الخ) أورده لوقوع التصريح بقول الأعمش سمعت ذكوان وقد وصله أحمد عن محمد بن جعفر غندر بهذا الاسناد (قوله حدثنا إسماعيل) هو ابن أبي أويس وأخوه هو أبو بكر بن عبد الحميد وسليمان هو ابن بلال وثور بن زيد هو المدني وأما ثورين يزيد الشامي فأبوه بزيادة تحتانية مفتوحة في أوله وأبو الغيث اسمه سالم (قوله الايمان يمان) في رواية الأعرج التي بعدها الفقه يمان وفيها وفي رواية ذكوان والحكمة يمانية وفي أولها وأول رواية ذكوان أتاكم أهل اليمن وهو خطاب للصحابة الذين بالمدينة وفي حديث أبي مسعود والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين الخ وفي رواية ذكوان عن أبي هريرة والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل وزاد فيها والسكينة والوقار في أهل الغنم وزاد في رواية أبي الغيث والفتنة ههنا حيث يطلع قرن الشيطان وهذا هو الحديث السادس وسيأتي شرحه في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى وتقدم شرح سائر ذلك في أول المناقب وفي بدء الخلق وأشرت هناك إلى أن الرواية التي فيها أتاكم أهل اليمن ترد قول من قال إن المراد بقوله الايمان يمان الأنصار وغير ذلك وقد ذكر ابن الصلاح قول أبي عبيد وغيره إن معنى قوله الايمان يمان أن مبدأ الايمان من مكة لان مكة من تهامة وتهامة من اليمن وقيل المراد مكة والمدينة لان هذا الكلام صدر وهو صلى الله عليه وسلم بتبوك فتكون المدينة حينئذ بالنسبة إلى المحل الذي هو فيه يمانية والثالث واختاره أبو عبيد أن المراد بذلك الأنصار لانهم يمانيون في الأصل فنسب الايمان إليهم لكونهم أنصاره وقال ابن الصلاح ولو تأملوا ألفاظ الحديث لما احتاجوا إلى هذا التأويل لان قوله أتاكم أهل اليمن خطاب للناس ومنهم الأنصار فيتعين أن الذين جاءوا غيرهم قال ومعنى الحديث وصف الذين جاءوا بقوة الايمان وكماله ولا مفهوم له قال ثم المراد الموجودون حينئذ منهم لا كل أهل اليمن في كل زمان انتهى ولا مانع أن يكون المراد بقوله الايمان يمان ما هو أعم مما ذكره أبو عبيد وما ذكره ابن الصلاح وحاصله أن قوله يمان يشمل من ينسب إلى اليمن بالسكنى وبالقبيلة لكن كون المراد به من ينسب بالسكنى أظهر بل هو المشاهد في كل عصر من أحوال سكان جهة اليمن وجهة الشمال فغالب من يوجد من جهة اليمن رقاق القلوب والابدان وغالب من يوجد من جهة الشمال غلاظ القلوب والابدان وقد قسم في حديث أبي مسعود أهل الجهات الثلاثة اليمن والشام والمشرق ولم يتعرض للمغرب في هذا الحديث وقد ذكره في حديث آخر فلعله كان فيه ولم يذكره الراوي إما لنسيان أو غيره والله أعلم وأورد البخاري هذه الأحاديث في الأشعريين لانهم من أهل اليمن قطعا وكأنه أشار إلى حديث ابن عباس بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قال الله أكبر إذا جاء نصر الله والفتح وجاء أهل اليمن نقية قلوبهم حسنة طاعتهم الايمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية أخرجه البزار وعن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خير أهل الأرض الحديث أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني وفي الطبراني من حديث عمرو بن عنبسة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعيينة بن حصن أي الرجال خير قال رجال أهل نجد قال كذبت بل هم أهل اليمن الايمان يمان الحديث
(٧٧)