لا أخوه موسى وموسى ضعيف جدا وأخوه عبد الله ثقة وكان عبد الله أكبر من موسى بثمانين سنة وفي هذا الاسناد ثلاثة من التابعين في نسق صالح بن كيسان وعبد الله بن عبيدة وعبيد الله ابن عبد الله وهو ابن عتبة بن مسعود وساق البخاري عنه الحديث مرسلا وقد ذكره في الباب الذي قبله موصولا لكن من رواية نافع بن جبير عن ابن عباس (قوله في دار بنت الحرث وكان تحته ابنة الحرث بن كريز) وهي أم عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس والذي وقع هنا أنها أم عبد الله بن عامر قيل الصواب أم أولاد عبد الله بن عامر لأنها زوجته لا أمه فإن أم ابن عامر ليلى بنت أبي حثمة العدوية وهو اعتراض متجه ولعله كان فيه أم عبد الله بن عبد الله بن عامر فإن لعبد الله بن عامر ولدا اسمه عبد الله كاسم أبيه وهو من بنت الحرث واسمها كيسة بتشديد التحتانية بعدها مهملة وهي بنت عبد الله بن عامر بن كريز ولها منه أيضا عبد الرحمن وعبد الملك وكانت كيسة قبل عبد الله بن عامر بن كريز تحت مسيلمة الكذاب وإذا ثبت ذلك ظهر السر في نزول مسيلمة وقومه عليها لكونها كانت امرأته وأما ما وقع عند ابن إسحاق أنهم نزلوا بدار بنت الحرث وذكر غيره أن اسمها رملة بنت الحرث بن ثعلبة بن الحرث بن زيد وهي من الأنصار ثم من بني النجار وله صحبة وتكنى أم ثابت وكانت زوج معاذ بن عفراء الصحابي المشهور فكلام ابن سعد يدل على أن دارها كانت معدة لنزول الوفود فإنه ذكر في وفد بني محارب وبني كلاب وبني تغلب وغيرهم أنهم نزلوا في دار بنت الحرث وكذا ذكر ابن إسحاق أن بني قريظة حبسوا في دار بنت الحرث وتعقب السهيلي ما وقع عند ابن إسحاق في قصة مسيلمة بأن الصواب بنت الحرث وهو تعقب صحيح إلا أنه يمكن الجمع بأن يكون وفد بني حنيفة نزلوا بدار بنت الحرث كسائر الوفود ومسيلمة وحده نزل بدار زوجته بنت الحرث ثم ظهر لي أن الصواب ما وقع عند ابن إسحاق وأن مسيلمة والوفد نزلوا في دار بنت الحرث وكانت دارها معدة للوفود وكان يقال لها أيضا بنت الحرث كذا صرح به محمد بن سعد في طبقات النساء فقال رملة بنت الحرث ويقال لها ابنة الحرث بن ثعلبة الأنصارية وساق نسبها وأما زوجة مسيلمة وهي كيسة بنت الحرث فلم تكن إذ ذاك بالمدينة وإنما كانت عند مسيلمة باليمامة فلما قتل تزوجها ابن عمها عبد الله بن عامر بعد ذلك والله أعلم (قوله ثم جعلته لنا بعدك) هذا مغاير لما ذكر ابن إسحاق أنه ادعى الشركة إلا أن يحمل على أنه ادعى ذلك بعد أن رجع (قوله فقال ابن عباس ذكر لي) كذا فيه بضم الذال من ذكر على البناء للمجهول وقد وضح من حديث الباب قبله أن الذي ذكر له ذلك هو أبو هريرة (قوله إسواران) بكسر الهمزة وسكون المهملة تثنية إسوار وهي لغة في السوار والسوار بالكسر ويجوز الضم والأسوار أيضا صفة للكبير من الفرس وهو بالضم والكسر معا بخلاف الأسوار من الحلي فإنه بالكسر فقط (قوله ففظعتهما وكرهتهما) بفاء وظاء مشالة مكسورة بعدها عين مهملة يقال فظع الامر فهو فظيع إذا جاوز المقدار قال ابن الأثير الفظيع الامر الشديد وجاء هنا متعديا والمعروف فظعت به وفظعت منه فيحتمل التعدية على المعنى أي خفتهما أو معنى فظعتهما أشتد على أمرهما (قلت) يؤيد الثاني قوله في الرواية الماضية قريبا وكبرا علي (قوله فقال عبيد الله أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن والآخر مسيلمة الكذاب) أما مسيلمة فقد ذكرت خبره وأما العنسي وفيروز فكان من قصته أن العنسي وهو الأسود واسمه عبهلة بن كعب وكان يقال له أيضا
(٧٢)