عن ابن الزبير وسيأتي الكلام على قوله في الرواية الثانية ابن أبي بكر في تفسير الحجرات (قوله والله إن وصلوني وصلوني من قريب) أي بسبب القرابة (قوله وأن ربوني) بفتح الراء (1) وضم الموحدة الثقيلة من التربية (قوله ربوني) في رواية الكشميهني ربني بالافراد وقوله أكفاء أي أمثال وأحدها كفء وقوله كرام أي في أحسابهم وظاهر هذا أن مراد ابن عباس بالمذكورين بنو أسد رهط ابن الزبير وكلام أبي مخنف الاخباري يدل على أنه أراد بني أمية فأنه ذكر من طريق أخرى أن ابن عباس لما حضرته الوفاة بالطائف جمع بنيه فقال يا بني إن ابن الزبير لما خرج بمكة شددت أزره ودعوت الناس إلى بيعته وتركت بني عمنا من بني أمية الذين إن قبلونا قبلونا أكفاء وأن ربونا ربونا كراما فلما أصاب ما أصاب جفاني ويؤيد هذا ما في آخر الرواية الثالثة حيث قال وأن كان لا بد لان يربني بنو عمي أحب إلى من أن يربني غيرهم فإن بني عمه هم بنو أمية بن عبد شمس بن عبد مناف لانهم من بني عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فعبد المطلب جد عبد الله بن عباس ابن عبد المطلب ابن عم أمية جد مروان بن الحكم بن أبي العاص وكان هاشم وعبد شمس شقيقين قال الشاعر عبد شمس كان يتلو هاشما * وهما بعد لام ولأب وأصرح من ذلك ما في خبر أبي مخنف فإن في آخر أن ابن عباس قال لبنيه فإذا دفنتموني فالحقوا ببني عمكم بني أمية ثم رأيت بيان ذلك واضحا فيما أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه في الحديث المذكور فإنه قال بعد قوله ثم عفيف في الاسلام قارئ للقرآن وتركت بني عمي إن وصلوني وصلوني عن قريب أي أذعنت له وتركت بني عمي فآثر على غيري وبهذا يستقيم الكلام وأصرح من ذلك ما في رواية ابن قتيبة المذكورة أن ابن عباس قال لابنه على الحق بابن عمك فإن أنفك منك وأن كان أجدع فلحق على بعبد الملك فكان آثر الناس عنده (قوله فآثر على) بصيغة الفعل الماضي من الأثرة ووقع في رواية الكشميهني فأين بتحتانية ساكنة ثم نون وهو تصحيف وفي رواية ابن قتيبة المذكورة فشددت على عضدة فآثر على فلم أرض بالهوان (قوله التويتات والأسامات والحميدات يريد أبطنا من بني أسد) أما التويتات فنسبة إلى بني تويت بن أسد ويقال تويت بن الحرث بن عبد العزي بن قصي وأما الأسامات فنسبة إلى بني أسامة بن أسد بن عبد العزى وأما الحميدات فنسبة إلى بني حميد بن زهير بن الحرث بن أسد بن عبد العزي قال الفاكهي حدثنا الزبير بن كبار عن محمد بن الضحاك في آخرين أن زهير بن الحرث دفن في الحجر قال وحدثنا الزبير قال كان حميد بن زهير أول من بنى بمكة بيتا مربعا وكانت قريش تكره ذلك لمضاهاة الكعبة فلما بنى حميد بيته قال قاتلهم اليوم يبني لحميد بيته * إما حياته وأما موته فلما لم يصبه شئ تابعوه على ذلك وتجتمع هذه الا بطن مع خويلد بن أسد جد ابن الزبير قال الأزرقي كان ابن الزبير إذا دعا الناس في الاذن بدأ ببنى أسد على بني هاشم وبني عبد شمس وغيرهم فهذا معنى قول ابن عباس فآثر على التويتات الخ قال فلما ولى عبد الملك بن مروان قدم بني عبد شمس ثم بني هاشم وبني المطلب وبنى نوفل ثم أعطى بنى الحرث بن فهر قبل بني أسد وقال لأقدمن
(٢٤٧)