هكذا رأيته في مستخرج أبي نعيم في هذا الموضع وكذا ثبت عند النسفي وقد وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به يعني أهل مكة وقوله ومن بلغ قال ومن بلغه هذا القرآن من الناس فهو له نذير (قوله وينأون يتباعدون) وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله وهم ينهون عنه وينأون عنه قال يتباعدون وكذا قال أبو عبيد ينأون عنه أي يتباعدون عنه وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وأخرجه من وجه آخر عن ابن عباس نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين عن أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتباعد عما جاء به وصححه الحاكم من هذا الوجه (قوله تبسل تفضح) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله وذكر به أن تبسل نفس يعني أن تفضح وروى عبد بن حميد من طريق مجاهد ان تبسل أي تسلم ومن طريق قتادة تحبس (قوله أبسلوا أفضحوا) كذا فيه من الرباعي وهي لغة يقال فضح وأفضح وروى ابن أبي حاتم أيضا من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا يعني فضحوا وقد مضى كما ترى لهذه الكلمة تفسير آخر عن غير ابن عباس وأنكر الإسماعيلي هذا التفسير الأول فكأنه لم يعرف أنه عن ابن عباس (قوله باسطوا أيديهم البسط الضرب) وصله ابن أبي حاتم أيضا من هذا الوجه عن ابن عباس في قوله والملائكة باسطوا أيديهم قال هذا عند الموت والبسط الضرب (قوله استكثرتم أضللتم كثيرا) وصله ابن أبي حاتم أيضا كذلك (قوله مما ذرأ من الحرث جعلوا لله من ثمراتهم ومالهم نصيبا وللشيطان والأوثان نصيبا) وصله ابن أبي حاتم أيضا عن ابن عباس في قوله وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا الآية قال جعلوا لله فذكر مثله وزاد فإن سقط من ثمرة ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه وإن سقط مما جعلوا للشيطان في نصيب الله لقطوه وروى عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كانوا يسمون لله جزأ من الحرث ولشركائهم جزءا فما ذهبت به الريح مما سموا لله إلى جزء أوثانهم تركوه وقالوا الله غنى عن هذا وما ذهبت به الريح من جزء أوثانهم إلى جزء الله أخذوه والانعام التي سمي الله هي البحيرة والسائبة كما تقدم تفسيرها في المائدة وقد تقدم في أخبار الجاهلية قول ابن عباس أن سرك أن تعلم جهل العرب فأشار إلى هذه الآية (قوله أكنة وأحدها كنان) ثبت هذا لأبي ذر عن المستملى وهو قول أبي عبيدة قال في قوله تعالى أكنة أن يفقوه واحدها كنان أي أغطية ومثله أعنة وعنان وأسنه وسنان (قوله سرمدا دائما) كذا وقع هنا وليس هذا في الانعام وإنما هو في سورة القصص قال أبو عبيدة في قوله تعالى قل أرأيتم أن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة سرمدا أي دائما قال وكل شئ لا ينقطع فهو سرمد وقال الكرماني كأنه ذكرها هنا لمناسبة قوله تعالى في هذه السورة وجاعل الليل سكنا (قوله وقرأ صمم) قال أبو عبيدة في قوله تعالى وفي آذانهم وقرا أي الثقل والصمم وأن كانوا يسمعون لكنهم صم عن الحق والهدى وقال معمر عن قتادة في قوله على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا قال يسمعون بآذانهم ولا يعون منها شيئا كمثل البهيمة تسمع القول ولا تدري ما يقال لها وقرأ الجمهور بفتح الواو وقرأ طلحة بن مصرف بكسرها (قوله وأما الوقر) أي بكسر الواو (فأنه الحمل) هو قول أبي عبيدة قاله متصلا بكلامه الذي قبله فقال الوقر
(٢١٦)