بالنون للمتكلم العظيم وقتلهم بالنصب على الموصول لأنه منصوب المحل وتفسير الكتابة بالحفظ تفسير باللازم وقد كثر ذلك في كلامهم كما مضى ويأتي (قوله نزلا ثوابا ويجوز ومنزل من عند الله كقولك أنزلته) هو قول أبي عبيدة أيضا بفصه والنزل ما يهيأ للنزيل وهو الضيف ثم اتسع فيه حتى سمي به الغداء وأن لم يكن للضيف وفي نزل قولان أحدهما انه مصدر والآخر أنه جمع نازل كقول الأعشى * أو ينزلون فأنا معشر نزل * أي نزول وفي نصب نزلا في الآية أقوال منها أنه منصوب على المصدر المؤكد لان معنى لهم جنات ننزلهم جنات نزلا وعلى هذا يتخرج التأويل الأول لان تقديره ينزلهم جنات رزقا وعطاء من عند الله ومنها أنه حال من الضمير في فيها أي منزلة على أن نزلا مصدر بمعنى المفعول وعليه يتخرج التأويل الثاني (قوله والخيل المسومة المسوم الذي له سيماء بعلامة أو بصوفة أو بما كان وقال مجاهد الخيل المسومة المطهمة الحسان وقال سعيد بن جبير وعبد الله بن عبد الرحمن ابن أبزى المسومة الراعية) أما التفسير الأول فقال أبو عبيدة الخيل المسومة المعلمة بالسيماء وقال أيضا في قوله من الملائكة مسومين أي معلمين والمسوم الذي له سيماء بعلامة أو بصوفة أو بما كان وأما قول مجاهد فرويناه في تفسير الثوري رواية أبي حذيفة عنه بإسناد صحيح وكذا أخرجه عبد الرزاق عن الثوري وأما قول سعيد بن جبير فوصله أبو حذيفة أيضا بإسناد صحيح إليه وأما قول ابن أبزى فوصله الطبري من طريقه وأورد مثله عن ابن عباس من طريق للعوفي عنه وقال أبو عبيدة أيضا يجوز أن يكون معنى مسومة مرعاة من أسمتها فصارت سائمة (قوله وقال سعيد بن جبير وحصورا لا يأتي النساء) وقع هذا بعد ذكر المسومة وصله الثوري في تفسيره عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير به واصل الحصر الحبسي والمنع يقال لمن لا يأتي النساء أعم من أن يكون ذلك بطبعه كالعينين أو بمجاهدة نفسه وهو الممدوح والمراد في وصف السيد يحيى عليه السلام (قوله وقال عكرمة من فورهم غضبهم يوم بدر) وصله الطبري من طريق داود ابن أبي هند عن عكرمة في قوله ويأتوكم من فورهم هذا قال فورهم ذلك كان يوم أحد غضبوا ليوم بدر بما لقوا وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر عن عكرمة في قولهم من فورهم هذا قال من وجوههم هذا وأصل الفور العجلة والسرعة ومنه فارت القدر يعبر به عن الغضب لان الغضبان يسارع إلى البطش (قوله وقال مجاهد يخرج الحي من الميت النطفة تخرج ميتة ويخرج منها الحي) وصله عبد بن حميد من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي قال الناس الاحياء من النطف الميتة والنطف الميتة من الناس الاحياء (قوله الابكار أول الفجر والعشي ميل الشمس إلى أن تغرب) وقع هذا أيضا عند غير أبي ذر وقد تقدم شرحه في بدء الخلق (قوله منه آيات محكمات قال مجاهد الحلال والحرام وأخر متشابهات يصدق بعضها بعضا كقوله وما يضل به الا الفاسقين وكقوله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون وكقوله والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) هكذا وقع فيه وفيه تغيير وبتحريره يستقيم الكلام وقد أخرجه عبد بن حميد بالاسناد الذي ذكرته قريبا إلى مجاهد قال في قوله تعالى منه آيات محكمات قال ما فيه من الحلال والحرام وما سوى ذلك منه متشابه يصدق
(١٥٦)