فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم فما هذا إن كانت الرحمة ذهبت منك يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول ما يسخط الرب وانا على إبراهيم لمحزونون. رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن زيد الألهاني وهو ضعيف. وعن السائب بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هلك ابنه طاهر ذرفت عين النبي صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله بكيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان العين تذرف وان الدمع يغلب وان القلب يحزن ولا نعصي الله عز وجل. رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف. وعن عبد الرحمن بن عوف قال بعثت ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابنتي مغلوبة فقال للرسول قل لها إن لله ما أخذ وله ما أعطى ثم بعثت إليه الثانية فقال لها مثل ذلك ثم بعثت إليه الثالثة فجاءها في ناس من أصحابه فأخرجت إليه الصبية ونفسها تقعقع (1) في صدرها فرق عليها فذرفت عيناه ففطن به بعض أصحابه وهم ينظرون إليه حين ذرفت عيناه فقال مالكم تنظرون رحمة الله بضعها حيث يشاء إنما يرحم الله من عباده الرحماء. رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه إلا أنه قال استعن بامامة بنت أبي العاص فبعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولم أجد من ذكره. وعن أبي هريرة قال ثقل ابن لفاطمة فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع فان له ما أخذ وله ما أبقى وكل لأجل بمقدار فلما احتضر بعثت إليه وقال لنا قوموا فلما جلس جعل يقرأ (فلو لا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون) حتى قبض فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد يا رسول الله أتبكي وتنهى عن البكاء قال إنما هي رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء. رواه البزار وفيه إسماعيل بن موسى المكي وفيه كلام وقد وثق. وعن ابن عباس قال احتضرت ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاها فضمها إليه وجعلها بين ثدييه فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم فبكت أم أيمن فقال لها تبكين ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندك فقالت ما لي لا أبكى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لست أبكى ولكنها رحمة نظرت إليها على هذه الحال ونفسها تنزع. رواه البزار وفيه كلام لاختلاطه (2). وعن سالم أبى النضر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون وهو
(١٨)