يموت فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب فسجي (1) عليه وكان عثمان نازلا على امرأة من الأنصار يقال لها أم معاذ قالت فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم مكبا عليه طويلا وأصحابه معه ثم تنحى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى فلما بكى بكى أهل البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمك الله أبا السائب وكان السائب قد شهد معه بدرا قال فتقول أم معاذ هنيئا لك أبا السائب الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك يا أم معاذ أما هو فقد جاءه اليقين ولا نعلم إلا خيرا قالت لا والله لا أقولها لأحد بعده أبدا. رواه الطبراني في الكبير وهو مرسل ورجاله ثقات. وعن جابر بن عبد الله أن أباه يوم أحد قتله المشركون ثم مثلوا به فجدعوا أنفه وأذنيه قال جابر فجعلت أنظر إليه والى ما صنعوا به وصحت فجاءت الأنصار فسجوه بثوب ثم انى كشفت الثوب فلما رأيت ما صنع به صحت فجاءت الأنصار فسجوه بالثوب قال وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب الأنصار حتى أتوا رسول صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ألا ترى ما يصنع جابر قال دعوه قلت فذكر الحديث وفى الصحيح بعض هذا رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن عائذ بن عمر وقال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فلما أقبلنا راجعين بكت امرأة رجل كان استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما هذه الباكية قيل فاطمة بنت على فالتفت إلى عائذ بن عمرو فزوجها إياه وأوصاه بها. رواه الطبراني في الكبير وفيه مجاهيل. وعن عبد الله بن يزيد قال رخص في البكاء من غير نوح. رواه الطبراني في الكبير وأسناده حسن. وعن عامر بن سعد قال دخلت عريشا وفيه قرظة (2) بن كعب وأبو مسعود الأنصاري قال فذكر حديثا لهما قالا فيه انه رخص لنا في البكاء عند المصيبة من غير نوح. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
وعن أم اسحق قالت هاجرت مع أخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فلما كنت في بعض الطريق قال لي أخي اقعدي يا أم إسحق فإني نسيت نفقتي بمكة فقلت إني أخشى عليك الفاسق زوجي فقال لا إن شاء الله قالت فلبثت أياما فمر بي رجل قد عرفته ولا أسميه فقال ما يقعدك ههنا يا أم اسحق قالت أنتظر اسحق ذهب لنفقة له بمكة قال لا اسحق لك قد لحقه زوجك الفاسق فقتله فقدمت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فقلت يا رسول الله قتل اسحق وأنا أبكى وينظر إلى فإذا نظرت إليه نكس وأخذ