(باب ما جاء في البكاء) عن معاذ. بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن خرج عليه السلام ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى تحت راحلته فقال يا معاذ انك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا فتمر بقبري ومسجدي فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تبك يا معاذ فان البكاء من الشيطان. رواه البزار ورجاله ثقات، ورواه الطبراني في الكبير. وعن عائشة قالت لما توفى عبد الله بن أبو بكر بكى عليه فخرج أبو بكر فقال إني أعتذر إليكم من شان أولاء إنهن حديث عهد بجاهلية إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الميت تنضح (1) عليه الحميم ببكاء الحي. رواه البزار وأبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف، وعن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الميت يعذب ببكاء الحي، رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن إبراهيم الأنصاري وفيه كلام وهو ثقة. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي. رواه أبو يعلى وفيه من لم أجد من ذكره. وعن حاجب بن عمر قال دخلت مع الحكم بن الأعرج على بكر بن عبد الله المزني فتذاكروا أمر الميت يعذب ببكاء الحي فحدثنا بكر فقال ثنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان أبو هريرة خالفه في ذلك فقال قال أبو هريرة والله لئن انطلق رجل محاربا في سبيل الله ثم قتل في قطر من أقطار الأرض شهيدا فعمدت امرأته سفها أو جهلا فبكت عليه ليعذبن هذا الشهيد ببكاء هذه السفيهة عليه فقال رجل صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب أبو هريرة. رواه أبو هريرة وفيه من لا يعرف. وعن أبي الربيع قال كنت مع ابن عمر رحمه الله في جنازة فسمعت صوت إنسان يصيح فبعث إليه فأسكته قلت يا أبا عبد الرحمن لم أسكته قال إنه يتأذى به الميت حتى يدخل قبره. رواه أحمد وفيه أبو شعبة الطحان وهو متروك. وعن ربيع الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد ابن أخي جبر الأنصاري فجعل أهله يبكون عليه فقال لهم جبر لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصواتكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن يبكين ما دام حيا فإذا وجب فليسكتن، قلت ويأتي بتمامه في الجهاد إن شاء الله. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن أسماء بنت عميس قالت لما أصيب جعفر أتى النبي صلى الله عليه
(١٦)