رجل في مجلسنا بالبقيع فقال حدثني أبي أو عمى أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع وهو يقول من يتصدق بصدقة أشهد له بها يوم القيامة قال فحللت من عمامتي لوثا أو لوثين (1) وأنا أريد أن أتصدق بهما فأدركني ما يدرك نبي آدم فقعدت على عمامتي فجاء رجل ولم أر رجلا بالبقيع أشد سوادا منه ولا آدم بعين ناقة لم أر بالبقيع ناقة أحسن منها فقال يا رسول الله أصدقة قال نعم قال دونك هذه الناقة قال فلمزه رجل فقال هذا يتصدق بهذه فوالله لهي خير منه فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فقال كذبت بل هو خير منك ومنها ثلاث مرات ثم قال ويل لأصحاب المئين من الإبل قالوا إلا من يا رسول الله؟ قال إلا من قال هكذا وهكذا وجمع بين كفيه عن يمينه وعن شماله ثم قال قد أفلح المجد المزهد ثلاثا المزهد في العيش المجد في العبادة. رواه أحمد وفيه رجل لم يسم. وعن عبد الرحمن بن أبزي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا. رواه الطبراني في الكبير وفيه عمران بن سليمان قال فيه الأزدي يعرف وينكر. قلت وتأتي أحاديث من نحو هذا في الزهد إن شاء الله.
(باب فيمن تفتح عليهم الدنيا) عن المسور بن مخرمة قال سمعت الأنصار أن أبا عبيدة قدم بمال من قبل البحرين وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى البحرين فوافوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما انصرف تعرضوا له فلما رآهم تبسم وقال لعلكم سمعتم أن أبا عبيدة بن الجراح قدم وقدم بمال قالوا أجل يا رسول الله قال أبشروا وأملوا خيرا فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن إذا صبت عليكم الدنيا فتنافستموها كما تنافسها من كان قبلكم. رواه أحمد ورجاله رجاله الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخشى عليكم الفقر ولكن أخشى عليكم التكاثر وما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم العمد. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سنان الدؤلي أنه دخل على عمر بن الخطاب وعنده نفر من المهاجرين الأولين فأرسل عمر إلى سقط أتى به من قلعة من العراق فكان به خاتم فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه