يعنى النبي صلى الله عليه وسلم على باب المسجد فقال الآن قدمت قلت نعم يا رسول الله قال فدع جملك وادخل فصل ركعتين فدخلت ثم رجعت " وفى رواية قال " بعت من النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا في سفر فلما اتينا المدينة قال ائت المسجد فصل ركعتين " رواه البخاري ومسلم فإن كان القادم مشهورا يقصده الناس استحب ان يقعد في المسجد أو في مكان بارز ليكون أسهل عليه وعلى قاصديه وإن كان غير مشهور ولا يقصد ذهب إلى بيته بعد صلاته الركعتين في المسجد (السادسة والخمسون) إذا وصل بيته دخله من بابه لا من ظهره لحديث البراء رضي الله عنه قال " كانت الأنصار إذا حجوا فجاؤوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل من الأنصار فدخل من قبل بابه وكأنه عبر بذلك فنزلت هذه الآية وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقي واتوا البيوت من أبوابها " رواه البخاري ومسلم (السابعة والخمسون) فإذا دخل بيته استحب أن يقول ما رويناه في كتاب ابن السني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فدخل عليه أهله قال توبا توبا لربنا أو بالا يغادر حوبا قوله توبا سؤال للتوبة أي أسألك توبا أو تب على توبا واوبا بمعناه من آب إذا رجع وقوله لا يغادر حوبا أي لا يترك اثما (الثامنة والخمسون) يستحب ان يقال للقادم من غزو ما رويناه عن عائشة قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزو فلما دخل استقبلته فقلت الحمد لله الذي نصرك وأعزك وأكرمك " ويقال للقادم من حج قبل الله حجك وغفر ذنبك واخلف نفقتك ورويناه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي هريرة قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج " رواه الحاكم والبيهقي قال الحاكم هو صحيح على شرط مسلم (التاسعة والخمسون) يستحب النقيعة وهي طعام يعمل لقدوم المسافر ويطلق على ما يعمله المسافر القادم وعلى ما يعمله غيره له وسنوضحها إن شاء الله تعالى في باب الوليمة حيث ذكرها المصنف ومما يستدل به لها حديث جابر رضي الله عنه " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة من سفره نحر جزورا أو بقرة " رواه البخاري (الستون) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد الله ثلاثة الغازي والحاج والمعتمر " رواه الحاكم وقال هو صحيح على شرط مسلم (الحادية والستون) قال أصحابنا يستحب صلاة النوافل في السفر سواء الرواتب مع الفرائض وغيرها: هذا مذهبنا ومذهب القاسم بن محمد وعروة بن الزبير وأبي بكر بن عبد الرحمن ومالك
(٤٠٠)