من اكل النهار ولا يمكنه نوم النهار إذا صلي الليل لما فيه من تفويت مصالح دينه ودنياه هذا حكم قيام الليل دائما فاما بعض الليالي فلا يكره احياؤها فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل لعشر الأواخر من رمضان أحيا الليل واتفق أصحابنا على احياء ليلتي العيدين والله أعلم * (فرع) في مسائل مهمة تتعلق بصلاة الليل (إحداها) يسن لكل من استيقظ في الليل ان يمسح النوم عن وجهه وان يتسوك وان ينظر في السماء وان يقرا الآيات التي في آخر آل عمران ان في خلق السماوات والأرض الآيات ثبت كل ذلك في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (الثانية) السنة ان يفتتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين ثم يصلى بعدهما كيف شاء لحديث عائشة رضي الله عنها قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين " رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا قال أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين " رواه مسلم (الثالثة) السنة ان يسلم من كل ركعتين وسنوضحه قريبا بدلائله وفروعه إن شاء الله تعالى (الرابعة) تطويل القيام عندنا أفضل من تطويل السجود والركوع وغيرهما وأفضل من تكثير الركعات وقد سبقت المسألة بدلائلها ومذاهب العلماء فيها في أول باب صفة الصلاة (الخامسة) هل يستحب الجهر بالقراءة في صلاة الليل أم الاسرار أم التوسط بينهما فيه ثلاثة أوجه سبقت بدلائلها في باب صفة الصلاة وذكرت هناك جملة من الأحاديث الواردة في المسألة وهذا الخلاف فيمن لا يتأذى؟؟؟ أحد ولا يخاف به رياء ونحوه فان اختل أحد هذين الشرطين أسر بلا خلاف والسنة ترتيل قراءته وتدبرها ولا بأس بترديد الآية للتدبر وان طال ترديدها (السادسة) إذا نعس في صلاته فليتركها وليرقد حتى يذهب عنه النوم لحديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا نعس أحدكم في صلاته فليرقد حتى يذهب عنه النوم فان أحدكم وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه " رواه البخاري ومسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع " رواه مسلم وعن انس رضي الله عنه
(٤٥)