* قال المصنف رحمه الله * (ويستحب أن يتنظف بسواك وأخذ الظفر والشعر وقطع الروائح ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه لما روى أبو سعيد وأبو هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من اغتسل يوم الجمعة واستن ومس من طيب إن كان عنده ولبس أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد ولم يتخط رقاب الناس ثم ركع ما شاء الله أن يركع وأنصت إذا خرج الامام كانت كفارة لما بينهما وبين الجمعة التي قبلها " وأفضل الثياب البياض لما روى سمرة بن جندب قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البسوا ثياب البيض فإنها أطهر وأطيب " ويستحب للامام من الزينة أكثر مما يستحب لغيره لأنه يقتدى به والأفضل أن يعتم ويرتدى ببرد لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك) * (الشرح) حديث أبي سعيد وأبي هريرة رواه أحمد بن حنبل في مسنده وأبو داود في سننه وغيرهما بأسانيد حسنة وهو من رواية محمد بن إسحاق صاحب المغازي عن محمد بن إبراهيم التيمي ومحمد بن إسحاق يحتج به عند الجمهور إذا قال أخبرني أو حدثني أو سمعت ولا يحتج به إذا قال عن لأنه منسوب إلى تدليس وقد قال في رواية أبى داود عن محمد بن إبراهيم وفى رواية احمد والبيهقي حدثني محمد بن إبراهيم فثبت بذلك سماعه وصار الحديث حسنا وفى صحيح البخاري ومسلم أحاديث بمعنى بعضه (منها) عن سلمان رضي الله عنه قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه ويمس من طيب بيته ثم يخرج لا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الامام الا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى " رواه البخاري وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " غسل يوم الجمعة على كل محتلم من سواك ويمس من الطيب ما قدر عليه " رواه مسلم واما حديث سمرة فصحيح رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي وغيرهما في كتاب الجنائز قال الحاكم هو صحيح وفى المسألة أحاديث كثيرة في الندب إلى احسان الثياب يوم الجمعة والسواك والطيب (واما) إزالة الشعر والظفر (فاحتج) لهما البيهقي والمحققون بالأحاديث الصحيحة السابقة في باب السواك في الندب العام إليهما وانهما من خصال الفطرة المندوب
(٥٣٧)