ظهره ببطنه فقال اتقوا الله في هذه البهائم العجمة واركبوها صالحة " وكلوها صالحة رواه أبو داود باسناد صحيح (الثالثة والعشرون) يستحب ان يريح دابته بالنزول عنها غدوة وعشية وعند عقبة ونحوها ويتجنب النوم على ظهرها لما ذكرناه في المسألة قبلها وعن انس قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم " إذا صلي الفجر في السفر مشى قليلا وناقته تقاد " رواه البيهقي وأما المكث على ظهر الدابة وهي واقفة فإن كان يسيرا فلا بأس وإن كان كثيرا لحاجة فلا بأس به وإن كان لغير حاجة فهو مكروه ودليل ما ذكرناه حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فان الله عز وجل إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الأنفس وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم " رواه أبو داود باسناد جيد وعن ابن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اركبوا هذه الدواب سالمة وابتدعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي " رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي قال الحاكم هو صحيح وأما جوازه للحاجة ففيه الأحاديث الصحيحة المشهورة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم " وقف بعرفات على ناقته وانه صلى الله عليه وسلم خطب يوم النحر بمني على ناقته " وغير ذلك من الأحاديث (الرابعة والعشرون) يجوز الارداف على الدابة إذا كانت مطيقة ولا يجوز إذا لم تكن مطيقة فاما دليل المنع إذا لم تطق فالأحاديث السابقة قريبا مع الاجماع واما جوازه إذا كانت مطيقة ففيه أحاديث كثيرة في الصحيح مشهورة (منها) حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم " أردفه حين دفع من عرفات إلى المزدلفة ثم أردف الفضل بن عباس من مزدلفة إلى منى " رواه البخاري ومسلم وفي الصحيحين عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم " أردف معاذا على الرحل وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم أردف معاذا على حمار يقال له عفير - بضم العين المهملة - وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم امر عبد الرحمن بن أبي بكر ان يعمر أخته عائشة من التنعيم فأردفها وراءه على راحلته وفى الصحيحين عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم " أردف صفية أم المؤمنين رضي الله عنها وراءه حين تزوجها بخيبر " وفى صحيح البخاري من رواية أسامة ان النبي صلى الله عليه وسلم ركب على حمار عليه اكاف وأردف أسامة وراءه وفى صحيح مسلم عن عبد الله بن جعفر قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقى بصبيان أهل بيته وانه قدم من سفر فسبق بي إليه
(٣٩١)