وأبي مجلز والأوزاعي ومالك واحمد وأبى ثور رضي الله عنهم قالت طائفة ينقضه فيصلي في أول تهجده ركعة تشفعه ثم يتهجد ثم يوتر في آخر صلاته حكاه ابن المنذر عن عثمان بن عفان وعلي وسعد وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وعمرو بن ميمون وابن سيرين واسحق رضي الله عنهم دليلنا السابق عن طلق بن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا وتران في ليلة " وقد سبق أن الترمذي قال هو حديث حسن ولان الوتر الأول مضي على صحته فلا يتوجه إبطاله بعد فراغه ودليل هذه المسائل المختلف فيها يفهم مما سبق في هذا الفصل فحذفتها ههنا اختصارا لطول الكلام وبالله التوفيق * قال المنصف رحمه الله * (وآكد هذه السنن الراتبة مع الفرائض سنة الفجر والوتر لأنه ورد فيهما ما لم يرد في غيرهما وأيهما أفضل فيه قولان قال في الجديد الوتر أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم وهي الوتر " وقال صلى الله عليه وسلم " من لم يوتر فليس منا " ولأنه مختلف في وجوبه وسنة الفجر مجمع على كونها سنة فكأن الوتر آكد وقال في القديم ستة الفجر آكد لقوله صلى الله عليه وسلم " صلوها ولو طردتكم الخيل " ولأنها محصورة لا تحتمل الزيادة والنقصان فهي بالفرائض أشبه من الوتر) *
(٢٥)