والعجب أن الكاتب زعم أن ولاية الفقيه تزاحم وحدة الأمة مع أن ولاية الفقيه سلطة في يد الفقيه يمكنه استخدامها في سبيل تأليف الأمة وجمع كلمتهم ولم شملهم، فها نحن نرى أن قائد الجمهورية الإسلامية في إيران قام بتأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية. والذي قام بإصدار مجلة تحت عنوان: " رسالة التقريب ".
فهل كانت ولاية الفقيه مضادة لوحدة الأمة يا ترى؟!
هذا غيض من فيض وقليل من كثير ذكرناه لإيقاف الكاتب على الهفوات والأخطاء الواضحة في كلامه وفيه عبرة لمن يأخذ بالقلم ويكتب عن الشيعة بلا مراجعة مصادرهم.
هذه التعاليق الموجزة ربما تثير حفائظ من لا يحب وحدة الكلمة واتفاق الأمة لكنها تقع موقع القبول ممن يحب تقريب الخطى وتقارب المسلمين في الوقت الذي يئن المسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى سيد الثقلين من وطأة الصهاينة.
وفي نهاية المطاف نحن على استعداد لإرسال مقال حول الفرقة الاثني عشرية يتضمن تاريخ نشوئها والأصول التي تتبناها، والفروع التي تدين بها، والخدمات التي قدمتها إلى الأمة وتبين مساهماتها في بناء الحضارة الإسلامية.
والحمد لله على ما هدانا.
جعفر السبحاني قم - مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام 10 صفر المظفر عام 1417