العبد إلى السماء السابعة من صوم وصلاة ونفقة واجتهاد وورع، لها دوي كدوي الرعد وضوء كضوء الشمس معه ثلاثة آلاف ملك، فيجاوزون به إلى السماء السابعة، فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه اضربوا به جوارحه، اقفلوا به على قلبه، إني أحجب عن ربي كل عمل لم يرد به وجه ربي، إنه أراد بعمله غير الله، إنه أراد رفعة عند الفقهاء وذكرا عند العلماء وصيتا في المدائن، أمرني أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري، وكل عمل لم يكن لله خالصا فهو رياء، ولا يقبل الله عمل المرائي، قال (ص): وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وصيام وحج وعمرة وخلق حسن وصمت وذكر الله تعالى وتشيعه ملائكة السماوات حتى يقطع الحجب كلها إلى الله فيقفون به بين يديه ويشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله، قال: فيقول الله تعالى لهم أنتم الحفظة على عمل عبدي وأنا الرقيب على نفسه، إنه لم يردني بهذا العمل وأراد به غيري فعليه لعنتي فتقول الملائكة كلهم عليه لعنتك ولعنتنا، وتقول السماوات كلها على لعنة الله ولعنتنا، وتلعنه السماوات السبع ومن فيهن ".
وقال أمير المؤمنين (ع): " أخشوا الله خشية ليست بتعذير (31) واعملوا بغير رياء ولا سمعة فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى عمله يوم القيامة " وقال الباقر (ع): " الإبقاء على العمل أشد من العمل " قيل: وما الإبقاء على العمل؟ قال: " يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك له فتكتب له سرا ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانية ثم يذكرها فتمحى فتكتب له رياء ". وقال الصادق (ع): " قال الله تعالى أنا خير شريك فمن عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له غيري ". وقال (ع): " قال الله تعالى: أنا أغنى الأغنياء عن الشريك فمن أشرك معي غيري في عمل لم أقبله إلا ما كان لي خالصا ". وقال (ع): " كل رياء شرك، إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله ". وعن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل: