لهم من الدنيا شئ وثبوا عليه ". وقال (ص): " هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيرا؟ ألا إنه من رغب في الدنيا وطال فيها أمله أعمى الله قلبه على قدر ذلك، ومن زهد في الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله علما بغير تعلم وهدى بغير هداية ". وقال (ص): " فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم ". وقال: " أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض "، فقيل: ما بركات الأرض؟ قال: " زهرة الدنيا ". وقال (ص):
" دعوا الدنيا لأهلها، من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه فقد أخذ حتفه وهو لا يشعر ". وقال (ص): " سيأتي قوم بعدي يأكلون أطايب الطعام وأنواعها، وينكحون أجمل النساء وألوانها، ويلبسون ألين الثياب وألوانها، ويركبون أقوى الخيل وألوانها، لهم بطون من القليل لا تشبع، وأنفس بالكثير لا تقنع، عاكفين على الدنيا، يغدون ويروحون إليها، اتخذوها آلهة دون إلههم وربا دون ربهم إلى أمرهم ينتهون وهواهم يلعبون، فعزيمة من محمد بن عبد الله لمن أدرك ذلك الزمان من عقب عقبكم وخلف خلفكم أبدا لا يسلم عليهم ولا يعود مرضاهم ولا يتبع جنائزهم ولا يوقر كبيرهم، ومن فعل ذلك فقد أعان على هدم الإسلام ". وقال (ص): " ما لي وللدنيا وما أنا والدنيا؟!
إنما مثلي ومثلها كمثل راكب سار في يوم صائف، فرفعت له شجرة، فقال تحت ظلها ساعة، ثم راح وتركها ". وقال (ص): " إحذروا الدنيا، فإنها أسحر من هاروت وماروت ". وقال (ص): " حق على الله ألا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه ". وقال عيسى بن مريم (ع): " ويل لصاحب الدنيا! كيف يموت ويتركها، ويأمنها وتغره، ويثق بها وتخذله، ويل للمغترين! كيف ألزمهم ما يكرهون، وفارقهم ما يحبون، وجاءهم ما يوعدون ويل لمن أصبحت الدنيا همه والخطايا عمله! كيف يفتضح غدا بذنبه ".
وقال (ع): " من ذا الذي يبني على أمواج البحر دارا تلكم الدنيا، فلا تتخذوها قرارا ". وقال (ع): " لا يستقيم حب الدنيا والآخرة في قلب مؤمن، كما لا يستقيم الماء والنار في إناء واحد ". وأوحى الله - تعالى -