الجمحي صبرا: " كان ينكر قتل النضر بن الحارث في يوم بدر صبرا، فقال: أصابته جراحة، فارتث منها، وكان شديد المداوة، فقال: لا أطعم طعاما، ولا أشرب شرابا ما دمت في أيديهم، فمات.
فأخبرت أبي سلاما بقول ابن جعدبة في أبي عزة، فقال: قد قيل:
إن النبي (ص) لم يقتل أحدا صبرا إلا عقبة بن أبي معيط يوم بدر " (1)، ولكن هذا يخالف ما هو ثابت عن المؤرخين، ولا نرى داعيا للوضع والاختلاق فيه.
ولذا فلا نرى للعدول عن النصوص التاريخية الثابتة مبررا ولا مجالا.
وأما بالنسبة لأبيات قتيلة أخت النضر بن الحارث التي قالتها بهذه المناسبة، والتي فيها قولها مخاطبة للنبي (ص):
ما كان ضرك لو مننت وربما * من الفتى وهو المغيظ المحنق وأن رسول الله (ص) رق لها لما أنشدته إياها ودمعت عيناه، وقال لأبي بكر: لو كنت سمعت شعرها ما قتلته.
أما هذا فقد قال الزبير بن بكار: سمعت بعض أهل العلم يغمز في أبيات قتيلة بنت الحارث، ويقول: إنها منصوعة (2).
أضف إلى ذلك: أن ما نقل عن النبي (ص) لا يعقل أن يصدر منه، فإن هذه الأبيات لم تكن لتغير من تصميمه، وهو يمتثل أمر الله، ولا يعمل إلا حسب ما يقتضيه التكليف الواجب.
ولعل المقصود هو تلطيف الجو بالنسبة للمنتسبين إلى عقبة، وإعادة