وبمثل ذلك اعتذر ابن عمر - كما يقولون - لرجل كان يعترض على عثمان بمثل ذلك (1).
ولكن ما ذكر من الاعتذار لا يجدي، إذ كيف خفي هذا العذر على صحابي كبير، كعبد الرحمان بن عوف، ثم على ذلك الرجل الطاعن على عثمان؟!.
وإذ كان قد ضرب له بسهمه وأجره، فهذه فضيلة كبرى، لا يمكن أن تخفى على ابن عوف الذي كان حاضرا في بدر وأحد، لا سيما وأن النبي (ص) كان يوم المؤاخاة قد آخى بين عبد الرحمان وعثمان، فكيف يعيره عبد الرحمان بما هو فضيلة له، وهو الذي زف له الخلافة، وآثره بها على سيد وخير الأمة بعد نبيها علي أمير المؤمنين " عليه السلام "؟!.
أم أنهم قد افتروا عليه في ذلك، وطعنوا عليه بما كان الأجدر بهم أن يمتدحوه عليه؟!.
6 - وحينما أشخص عثمان ابن مسعود من الكوفة، وقدم المدينة، وعثمان يخطب على منبر رسول الله (ص)، فلما رآه عثمان قال: ألا إنه قد قدمت عليكم دويبة سوء، من يمشي على طعامه، يقئ، ويسلح.
فقال ابن مسعود: لست كذلك، ولكن صاحب رسول الله (ص) يوم