قالت: كأنك يا أبت إنما ادخرتني لفقير قريش؟ فقال (ص): والذي بعثني بالحق، ما تكلمت في هذا حتى أذن لي الله فيه من السماء.
فقالت فاطمة (رض): لقد رضيت ما رضي الله ورسوله " (1).
ثم هناك روايات تقول: إنه (ص) لما رأى تغيرها خشي أن يكون ذلك من أجل أن عليا (ع) لا مال له، فراجع المصادر الكثيرة المتقدمة.
في أول الحديث عن هذا الموضوع.
وعن ابن إسحاق: أن عليا لما تزوج فاطمة، قالت للنبي (ص): زوجتنيه أعميش، عظيم البطن؟
فقال النبي (ص): لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلما إلخ (2).
ونحن لا نصدق كل ذلك. أما:
أولا: فلان رواية الحلبي تدل على سوء ظن فاطمة صلوات الله وسلامه عليها بأبيها الرسول الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم "، وهي أبر وأتقى، وأجل من أن يحتمل في حقها ذلك. وهي التي لو لم يخلق علي " عليه السلام " لم يكن لها كفؤ على وجه الأرض، وقد أذهب الله عنها الرجس، وطهرها تطهيرا، إلى غير ذلك مما يدل على مقامها السامي، الذي نالته بفضل عمق إدراكها، وحسن معرفتها، وعظيم تقواها.
وثانيا: إن الذي يطالع سيرة فاطمة وحياتها، يخرج بحقيقة لا تقبل