يعني غير الصحيح في الدين - ولا المتهم في الاسلام " (1).
وهذا يدل على أن تزويج النبي (ص) لربائبه قد كان لمصلحة الدين والدعوة بالدرجة الأولى، كتزوجه (ص) لنسائه كما تقدم توضيحه.
وحينما طلب منه سعد بن معاذ: أن يخطب فاطمة، قال له: " ما أنا بأحد الرجلين: ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي، وقد علم مالي صفراء ولا بيضاء، وما أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه، - يعني يتألفه -، إني لأول من أسلم " (2).
وإذا كنا نعلم: أن النبي (ص) لا يلتمس الدنيا، فلابد أن يكون ذلك تعريضا بعثمان، حيث قد تقدم: إنه كان قد عاهد أبا بكر على أن يسلم إذا زوجه النبي (ص) رقية، التي كانت ذات جمال رائع.
ثم هو تعريض بأولئك الذين كانوا يملكون أموالا، وكانوا يظنون أن النبي (ص) يزوجهم لأجل ذلك، فكان نصيبهم الرد والخيبة. ثم أشار " عليه السلام " إلى ملاك الشرف والتفضيل بقوله: إني لأول من أسلم.
ولأجل ذلك زوجه الله ورسوله (ص).
وقد قدمنا: أن رد النبي (ص) لأولئك المعروفين عن فاطمة، كان له أثر كبير في نفوسهم، حتى لقد قال أحد الاشراف العلويين الحسنيين في قصيدته المشهورة:
تلك كانت حزازة ليس تبرا * حين ردا عنها وقد خطباها