أليس ذلك يعني: أن هذه الأخبار قد أسقطت، وقضي عليها، كغيرها من الكثير مما رأوه يضر بمصالحهم وبعقائدهم؟! وإن كان قد بقي حتى الان الكثير النافع، والقاطع لكل عذر، ولا مجال لاحد أن ينكره، أو أن يشكك فيه مما ليس فيه حرج بالغ، أو خزي فاضح.
ولأجل قضية إسقاط المحسن حرفوا كتاب: " المعارف " لابن قتيبة، فقد قال ابن شهرآشوب المتوفى سنة 588 ه:
" وفي معارف القتيبي: أن محسنا فسد من زخم قنفذ العدوي " (1).
وقال الكنجي الشافعي، المتوفى سنة 685 ه: " وزاد على الجمهور، وقال: إن فاطمة " عليها السلام " أسقطت بعد النبي ذكرا، كان سماه رسول الله (ص) محسنا، وهذا شئ لم يوجد عند أحد من أهل النقل، إلا عند ابن قتيبة " (2).
ولكن الموجود في كتاب المعارف لابن قتيبة، المطبوع سنة 1353 ه ص 92 هكذا:
" وأما محسن بن علي، فهلك وهو صغير ". وهكذا في سائر الطبعات المتداولة الان، فلماذا هذا التحريف، وهذه الخيانة للحقيقة وللتاريخ يا ترى؟! (3).
ونسب المقدسي: إسقاط فاطمة لمحسن بسبب ضرب عمر لها إلى الشيعة (4). وهو الذي يظهر من الذهبي والعسقلاني أيضا (5).