(ص) هو الذي طلب من عتبة طلاق رقية، وسألته رقية ذلك، فطلقها (1).
ونحن وإن كنا لا نستغرب خبث نفوس آل أبي لهب، ولا يبعد أن تكون قد تعرضت عندهم للأذى، ولربما يستفاد ذلك من طلبها هي الطلاق، إلا أننا ربما نجد في هذه الرواية الثانية: دلالة على أن النبي (ص) كان يسعى إلى أن لا يقر مسلمة مع مشرك، إن استطاع إلى ذلك سبيلا.
ومهما يكن من أمر، فإن عثمان قد تزوجها بعد طلاق ابن أبي لهب لها... ويظهر أن ذلك كان في الاسلام، كما تدل عليه الروايات المتقدمة (2).
وإن كان البعض يحاول أن يدعي أنه تزوجها في الجاهلية (3) ولكن ما تقدم يدفعه.
ويدفعه أيضا أن ابن شهرآشوب يذكر: أن عثمان قد عاهد أبا بكر أن يسلم إذا زوجه النبي (ص) رقية (4)، وكانت رقية ذات جمال رائع (5)، ومن أحسن البشر (6).
فلعل النبي (ص) زوجه إياها تألفا له على الاسلام، فأسلم.