وللعلامة الأميني ها هنا كلام جيد ذكر فيه: أن النبي الداعي للستر على المؤمنين، والداعي للاغضاء عن العيوب، والناهي عن التجسس بنص القرآن العظيم عما يقع في الخلوات، يخرج هنا عن سجيته، ويخالف طريقته، ويعرض بعثمان هذا التعريض الذي فضحه وحرمه مما هو حق له. الامر الذي يدل على أن ما اقترفه عثمان كان أمرا عظيما، لا مجرد كونه فعل أمرا حلالا، ربما يكون قد اضطر إليه بسبب طول مرض زوجته، كما قد يحلو للبعض (1) أن يعتذر، فان ذلك لا يستدعي من النبي (ص) أن يقف هذا الموقف الحازم (2). انتهى ملخصا.
ونقول: لعل عثمان قد ارتكب في حق رقية ذنبا عظيما جدا لم يستطع التاريخ أن يفصح لنا عنه، بل نجد نصا في الكافي يقول: إن رقية لما قتلها عثمان، وقف النبي (ص) على قبرها، فرفع رأسه إلى السماء، فدمعت عيناه، وقال للناس: إني ذكرت هذه وما لقيت، فرققت لها، واستوهبتها من ضمة القبر (3).
ولعل مما يشير إلى ذلك، ما رواه في تقريب أبي الصلاح، عن تاريخ الثقفي: أن عثمان لما خطب، وقال: الست ختن النبي على ابنتيه؟
أجابته عائشة: بأنك كنت ختنه عليهما، ولكن كان منك فيهما ما قد علمت (4).
وبعد كل ما تقدم، فهل يمكن أن نصدق: أنه (ص) قال: إنه لو كان عنده ثالثة، أو عشرة، أو أربعون أو... لكان زوجها لعثمان؟! (5).