وقوله تعالى: (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا).
٢ - هناك بعض الأمور التي توجب النسيان، وبمقدور كل أحد أن يتجنبها، ومن ثم يجنب نفسه ولا يعرضها لاثارها. وقد ذكرت بعض الروايات طائفة منها. فمثلا: ذكر مما يوجب النسيان أكل الجبن، وقراءة كتابة القبور وأكل الكزبرة، وكثرة شرب الماء، والعبث ببعض الأعضاء، وكثرة الهم، الناشئ في الأكثر من كثرة الذنوب، ونحو ذلك.
وهناك أمور تزيد في الذاكرة، كعملية التذكر، وكأكل الزبيب، وأمور أخرى لا مجال لذكرها. وواضح أن القدرة على السبب تعبير قدرة على مسببه، فيمكن أن يكلف الانسان بأن لا ينسى الشئ الفلاني، أو أن يزيد من نسبة حفظه وضبطه، باعتبار قدرته على سبب ذلك. والتكليف بالمسبب الذي لا يقدر عليه الانسان إلا بقدرته على سببه كثير في الشرع.
٣ - إن ثمة آيات كثيرة تلوم على النسيان، بل في بعضها وعيد بالعقاب عليه، أو جعل العقاب في الآخرة في مقابل النسيان الحاصل في الدنيا. ونذكر على سبيل المثال الآيات التالية:
﴿ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه، فأعرض عنها، ونسي ما قدمت يداه﴾ (١) فإن سياق الآية، والتعبير ب " ذكر " لا يناسب إرادة التجاهل من كلمة " نسي "، كما يريد أن يدعيه البعض، وكذلك الحال في الآيات التالية. فالمراد هو الغياب عن الذاكرة، بسبب التساهل والاعراض، وعدم الاهتمام.
﴿يحرفون الكلم عن مواضعه، ونسوا حظا مما ذكروا به﴾ (٢).
﴿فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا﴾ (٣).
﴿ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم﴾ (4).