ولم نجد له عزما:
وقد نرى أن الله قد أشار إلى اختيارية النسيان حين قال: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل، فنسي، ولم نجد له عزما).
فإن هذه الآية تدل على أنه لو كان لادم طاقة، وتحمل، وعزم، لما أقدم على ما أقدم عليه. مما يعني أن النسيان ناشئ عن عدم القدرة على التحمل، فكلما زادت قدرة الانسان وعزيمته، وطاقته، كلما قلت نسبة النسيان لديه بمقتضى هذه الآية الكريمة.
ودليل آخر على اختيارية النسيان وهو قوله (ص): رفع عن أمتي النسيان، حيث إنه رفع امتنان وتسهيل. والرفع إنما يكون لما يقبل الجعل والوضع وهو المؤاخذة، والمؤاخذة إنما تكون على أمر اختياري ومقدور ولو بواسطة القدرة على سببه، فإن القدرة على السبب قدرة على المسبب كما قلنا.
العصمة في التبليغ وفي غيره:
وبعد ما تقدم نشير إلى أنه إذا ثبتت صفة العصمة له، وتحققت فيه، فلا يختص ذلك في مورد دون مورد، لان الملكة لا تتبعض ولا تتجزأ، ولا يصح ما قالوه من أنه (ص) معصوم في التبليغ فقط.
وذلك ظاهر لا يخفى.