(ص)، لمصلحة اقتضت ذلك لا نسيان منه (ص). ويمكن تقريب ذلك بما يلي:
1 - إن من يمرن نفسه على ألا ينسى، أو على الضبط والتدقيق، يصير أقدر على الحفظ، وعدم النسيان، وتقل نسبة خطئه بالمقايسة مع غيره ممن لا يبالي بالشئ حفظه أو نسيه، زاد فيه، أو نقص منه. فإذا كان ذلك الامر من اختصاصه، كان احتمال النسيان أو الخطأ فيه أقل. وكلما كان اهتمامه فيه أكثر، كلما كان نسيانه له وخطؤه فيه أقل أيضا. وهذا الامر يدرك بالوجدان، ويعلم بالتجربة.
وهذا صادق بالنسبة إلى الانسان العادي، الذي نعرفه ونألفه. كما أنه كلما كانت الملكات والمدارك، والقوى النفسية، والفكرية وغيرها قوية لدى الشخص، فإنه يكون أيضا أكثر سيطرة على ذاكرته، وتصرفاته، ويقل احتمال الخطأ، والسهو، والنسيان عنده. كالأم المرضعة، فإن ذهولها عما أرضعت من الأمور التي لا يمكن أن تحصل في العادة.
ونبيا الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " هو القمة في كل شئ.
فهو الانسان الأول الذي يمثل خلافة الله الحقيقية على وجه الأرض. وهو الانسان الذي كان فانيا في الله، وليس له هم، ولا هدف إلا رضى الله سبحانه، وتحقيق أهدافه تعالى على وجه الأرض، فمن الطبيعي أن لا يصل إليه أحد، ولا يدانيه مخلوق في الضبط والحفظ، ولا سيما فيما يتعلق بهدفه الأسمى، وفي عبادته لربه، وطاعته له لا سيما وهو يراه حاضرا وناظرا. وذلك أمر واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان.
هذا بالإضافة إلى أن ما يبذله النبي (ص) من جهد في سبيل حفظ الدين وأحكامه، يصبح سببا في أن يفيض الله تعالى عليه من ألطافه ويمده بالتسديد والتأييد، وفقا للوعد الصادر عنه حيث يقول تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وقوله تعالى: (ولينصرن الله من ينصره)