حرمان الحكام لهم، واضطهادهم إياهم. فكانوا يهتمون بقضاء حاجات بعضهم البعض، وحل مشاكلهم، وتيسير أمورهم.
8 - ومن خصائصهم كذلك بعد صيتهم (1)، أي شيوع ذكرهم الحسن، وهذا يعني أنهم كانوا مستقيمين في سلوكهم، ومواقفهم، وعلاقاتهم، وغير ذلك.
9 - ومن ذلك أيضا: محافظتهم على الصلاة في أول وقتها، ويدل على ذلك قصة المأمون مع يحيى بن أكثم، وفي آخرها قال له المأمون:
" إن الشيعة أشد رعاية لأوقات الصلاة من المرجئة " (2).
وأما غيرهم، فقد روى مالك عن القاسم بن محمد، أنه قال: ما أدركت الناس إلا وهم يصلون الظهر بعشي (3).
وقال الجاحظ: " وتفخر هاشم عليهم (أي على بني أمية) بأنهم: لم يهدموا الكعبة، ولم يحولوا القبلة، ولم يجعلوا الرسول دون الخليفة، ولم يختموا في أعناق الصحابة، ولم يغيروا أوقات الصلاة " (4).
وهذا يدل على مدى تأثر الناس بسيرة وروحية حكامهم الأمويين.
10 - ومن خصائص الشيعة العلم والفقه.
11 - الجود الكرم. ويدل على هذا، وعلى سابقة: ما روي من أنه دخل عبد الله بن صفوان على عبد الله بن الزبير، وهو يومئذ بمكة فقال:
أصبحت كما قال الشاعر:
فإن تصبك من الأيام جائحة * لا أبك منك على دنيا ولا دين