وسلم "، فقد عرفوا على مر الزمن باليقظة المتناهية، والنباهة العالية، بالإضافة إلى صفات نادرة أخرى.
وكشاهد على ذلك نشير إلى ما ذكره التنوخي من أن الحسن بن لؤلؤ قد قال لمن أراد أن يحتال عليه: " أتعاطي علي، وأنا بغدادي، باب طاقي، وراق، صاحب حديث، شيعي، أزرق، كوسج؟ " (1).
3 - واشتهر الشيعة أيضا: بالدقة والتحري في أمور دينهم، فقد كان أسد بن عمرو على قضاء واسط، فقال: " رأيت قبلة واسط رديئة جدا، وتبين لي ذلك، فتحرفت فيها.
فقال قوم من أهل واسط: هذا رافضي.
فقيل لهم: ويلكم، هذا من أصحاب أبي حنيفة، كيف يكون رافضيا " (2).
وقد تقدم في الجزء الأول من هذا الكتاب: أن الجاحظ يذكر: " أن بني أمية قد حولوا قبلة واسط " ويقول: فاحسب أن تحويل القبلة كان غلطا " (3).
وقلنا: إن الظاهر هو أنها قد حولت إلى بيت المقدس، لان عبد الملك قد بنى القبة على الصخرة، وأمر الناس بالحج إليها، والطواف حولها والسعي، والنحر، وغير ذلك من أمور الحج.
وقلنا: إننا نستقرب جدا أن يكون استحباب التياسر في القبلة لخصوص أهل العراق، مرده ذلك، وأنه حكم وقتي من دون إلزام فيه،