أيضا. قال الجاحظ، وهو يتحدث عن كردويه الاقطع الأيسر (وهو من بطارقة سندان الشجعان) وكان لا يضرب أحدا إلا حطمه، وكان إذا ضرب قتل، قال الجاحظ:
" كان كردويه مع فتكه وإقدامه يتشيع، فكان لا يبدأ بقتال حتى يبتدأ " (1).
2 - كان النبي (ص) قد أسر أبا عزة الجمحي في بدر، ثم من عليه لأجل بناته الخمس، وأخذ عليه العهد أن لا يعود إلى حرب المسلمين، وأن لا يظاهر عليه أحدا. لكنه عاد فنقض العهد، وألب القبائل، وشارك في معركة أحد، فأسر، وطلب العفو، فرفض النبي (ص) طلبه، حتى لا يمسح عارضيه في مكة ويقول: إنه سخر من محمد مرتين.
ولسوف نتعرض لهذه القضية في آخر غزوة حمراء الأسد إن شاء الله.
وبذلك يكون النبي (ص) قد ضرب المثل الاعلى للمؤمن اليقظ، الذي لا يخدع، ولا يستغل، ولا مجال لان يسخر منه أحد، فهناك الكلمة المروية عن الرسول (ص)، والتي لا يجهلها أحد: " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " (2).
وقد شهد معاوية للحسين وأبيه إنهما لا يخدعان، وذلك حينما قال لعبيد الله بن عمر: " إن الحسين بن علي لا يخدع، وهو ابن أبيه " (3).
ولقد ورث شيعة أمير المؤمنين " عليه السلام " هذه الخصيصة عن إمامهم الذي ورثها عن مؤدبه ومربيه النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله