إلا ابن الخطاب.
وعن ابن عباس، عن ابن عمر، أنه (ص) قال: أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة، وأنزل الله: (ما كان لنبي يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) إلخ (1).
ونحن لا نصدق ما ذكر آنفا، ولدينا من الأدلة ما يكفي لاثبات بطلانها. ولعل هذه الروايات هي التي جرأت بعض الجهلة الأفاكين ممن ينتحل الاسلام، ليكتب ويقول: قد أخطأ الرسول في موقفه من الاسرى بدر، ونزل الوحي مصححا خطأه. قال تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) (2).
ومستندنا في تكذيب ذلك كله ما يلي:
أولا: لماذا ما نجا من العذاب إلا عمر؟ وما ذنب سعد بن معاذ ليعذب؟ أليس هو من الموافقين لعمر، كما نص عليه غير واحد، بل كان هو المبتدئ بهذا الرأي على حد تعبير المعتزلي؟ (3) وما ذنب ابن رواحة؟
أليس هو من الموافقين لعمر أيضا؟ (4)