عدتهم " (1).
فما تقدم يدل على أن تخييرهم هذا إنما كان بعد تأكيدهم على رغبتهم في أخذ الفداء، وظهور إصرارهم عليه، فأباح لهم ذلك.
وبعد ما تقدم نقول: لقد نص البعض على أن النبي (ص) مال إلى القتل (2).
وذكر الواقدي أن الاسرى قالوا: لو بعثنا لأبي بكر، فإنه أوصل قريش لأرحامنا، ولا نعلم أحدا آثر عند محمد منه، فبعثوا إليه فجاءهم فكلموه، فوعدهم أن لا يألوهم خيرا، ثم ذهب إلى النبي (ص) فجعل يفثؤه ويلينه، وعاوده بالامر ثلاث مرات، كل ذلك والنبي (ص) لا بجيب (3).
وبعد ما قدمناه فهل يصح قولهم: إن النبي (ص) قد جلس يبكي على نفسه مع أبي بكر، وأنه لو نزل العذاب لم ينج منه سوى عمر بن الخطاب؟!.
ثانيا: لو سلمنا أن النبي كان يميل إلى رأى أبي بكر من أول الأمر، وأنه جلس يبكي مع صاحبه - كما ذكروه في مصادرهم - فلماذا يقول لعمر: لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة. إذ كيف لا يكون هو مع من استحق العذاب، وهو الذي وافقهم، وهوي ما هويته نفوسهم؟!