قد عقد العزم عليه في هذا الصدد، وأراد ترويض الناس على قبول ذلك، والالتزام به.
بل لقد بلغ بهم التحاشي عن حديث رسول الله (ص) حدا مثيرا للدهشة، حتى إن عبد الله بن مسعود - وهو الصحابي المعروف - كانت تأتي عليه السنة لا يحدث عن رسول الله (ص) بشئ (1).
بل لقد قال عمرو بن ميمون: " صحبت عبد الله بن مسعود سنين فما سمعته يروي حديثا إلا مرة واحدة " ثم ذكر الحديث الذي رواه (2).
وبقول الشعبي: " قعدت مع ابن عمر سنتين، أو سنة ونصفا، فما سمعته يحدث عن رسول الله (ص) إلا حديثا.
أو قال: جالست ابن عمر سنتين فما سمعته يحدث عن رسول الله شيئا (3).
وكان زيد بن أرقم إذا طلبوا منه أن يحدثهم يزعم أنه كبر ونسي (4).
وقال عمرو بن ميمون الأودي:
" كنا جلوسا بالكوفة، فجاء رجل ومعه كتاب، فقلنا: ما هذا؟