وبعد كل ما تقدم نقول:
لقد رأوا: أن هذه الطعون التي تتوجه إلى أبي هريرة من كل حدب وصوب، قد تؤدي إلى إحداث خلل كبير في البنية الفكرية لتيار كبير من الناس، فلابد إذن من مواجهة هذه الهجمة بهجمة مماثلة.
ولا مانع من أجل تثبيت الأصول والقواعد من استعمال أسلوب التخويف، والتهويل، بل والسباب. ثم الاتهام بكل عظيمة.
وإن لم ينفع ذلك كله في دفع غائلة تلك التجريحات والطعون، فبالامكان الالتجاء إلى أسلوب تحريض الحكام على أولئك الناس، إذا ما حاولوا التذكير بأقوال السلف ومواقفهم من أبي هريرة راوية الاسلام.
ولعل خير ما يجسد هذا الاتجاه هو أقوال ابن خزيمة التي جمعت ذلك كله، حيث قرر:
أن من يطعن في أبي هريرة:
إما معطل جهمي..
وإما خارجي يرى السيف على أمة محمد، ولا يرى طاعة خليفة، ولا إمام.
أو قدري.
أو جاهل (1).
هذا كله عدا عن رمي الطاعنين على أبي هريرة بالانحراف، والضلال، وبكثير من أنحاء التوهين والتهجين، والاخراج من الدين.
كل ذلك إكراما لأبي هريرة، فلأجل عين ألف عين تكرم.