مرادا ويحتمل أن يكون مراده بقوله وليس فيه حجة لأهل القدر أنهم يحتجون بها على أن أفعال الله لا بد وأن تكون معلولة فقال لا يلزم من وقوع التعليل في موضع وجوب التعليل في كل موضع ونحن نقول بجواز التعليل لا بوجوبه أو لانهم احتجوا بها على أن أفعال العباد مخلوقة لهم لاسناد العبادة إليهم فقال لا حجة لهم في ذلك لان الاسناد من جهة الكسب وفي الآية تأويلات أخرى يطول ذكرها وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي قال خلقهم للعبادة فمن العبادة ما ينفع ومنها ما لا ينفع (قوله والذنوب الدلو العظيم) هو قول الفراء لكن قال العظيمة وزاد ولكن العرب تذهب بها إلى الحظ والنصيب وقال أبو عبيدة الذنوب النصيب وأصله من الدلو والذنوب والسجل واحد والسجل أقل ملا من الدلو (قوله وقال مجاهد ذنوبا سبيلا) وقع هذا مؤخرا عن الذي بعده لغير أبي ذر والذي عنده أولى وقد وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم قال سجلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن مجاهد في قوله فان الذين ظلموا ذنوبا فقال سبيلا قال وقال ابن عباس سجلا وهو بفتح المهملة وسكون الجيم ومن طريق ابن جريج عن عطاء مثله وأنشد عليه شاهدا (قوله صرة صيحة) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس وقال أبو عبيدة في قوله صرة شدة صوت يقال أقبل فلان يصطر أي يصوت صوتا شديدا وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال أقبلت ترن (قوله العقيم التي لا تلد) زاد أبو ذر ولا تلقح شيئا أخرج ابن المنذر من طريق الضحاك قال العقيم التي لا تلد وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة العقيم التي لا تنبت وأخرج الطبري والحاكم من طريق خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال الريح العقيم التي لا تلقح شيئا (قوله وقال ابن عباس والحبك استواؤها وحسنها) تقدم في بدء الخلق وأخرجه الفريابي عن الثوري عن عطاء ابن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ومن طريق سفيان أخرجه الطبري وإسناده صحيح لان سماع الثوري من عطاء بن السائب كان قبل الاختلاط وأخرجه الطبري من وجه آخر صحيح عن ابن عباس وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله ذات الحبك قال ذات الخلق الحسن وللطبري من طريق عوف عن الحسن قال حبكت بالنجوم ومن طريق عمران بن جدير سئل عكرمة عن قوله ذات الحبك قال ذات الخلق الحسن ألم تر إلى النساج إذا نسج الثوب قال ما أحسن ما حبكه (قوله في غمرة في ضلالتهم يتمادون) كذا للأكثر ولأبي ذر في غمرتهم والأول أولى لوقوعه في هذه السورة وأما الثاني فهو في سورة الحجر لكن قوله في ضلالتهم يؤيد الثاني وكأنه ذكره كذلك هنا للاشتراك في الكلمة وقد وصله ابن أبي حاتم والطبري من طريق علي بن بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله الذين هم في غمرة ساهون قال في ضلالتهم يتمادون ووقف في رواية النسفي في صلاتهم أو ضلالتهم بالشك والأول وتصحيف (قوله وقال غيره تواصوا بتواطؤا) سقط هذا لأبي ذر وقد أخرجه ابن المنذر من طريق أبي عبيدة في قوله أتواصوا به تواطؤا عليه وأخذه بعضهم عن بعض وإذا كانت شيمة غالبة على قوم قيل كأنما تواصوا به وروى الطبري من طرق عن قتادة قال هل أوصي الأول الآخر منهم بالتكذيب (قوله وقال غيره مسومة معلمة من السيما) هو قول أبي عبيدة ووصله ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله مسومة قال
(٤٦١)