عبد الله بن الزبير في هذه الآية قال سبيل الغائط والبول (قوله قتل الخراصون) (1) أي لعنوا كذا في بعض النسخ وقد تقدم في كتاب البيوع وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله قتل الخراصون قال لعن الكذابون وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله قتل الخراصون قال الكذابون (قوله فراغ فرجع) هو قول الفراء وزاد والروغ وأن جاء بهذا المعنى فإنه لا ينطق به حتى يكون صاحبه لذهابه ومجيئه وقال أبو عبيدة في قوله فراغ أي عدل (قوله فصكت فجمعت أصابعها فضربت به جبهتها) في رواية أبي ذر جمعت بغير فاء وهو قول الفراء بلفظه ولسعيد بن منصور من طريق الأعمش عن مجاهد في قوله فصكت وجهها قال ضربت بيدها على جبهتها وقالت يا ويلتاه وروى الطبري من طريق السدي قال ضربت وجهها عجبا ومن طريق الثوري وضعت يدها على جبهتها تعجبا (قوله فتولى بركنه (2) من معه لانهم من قومه) هو قول قتادة أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه وقال الفراء وثبت هذا هنا للنسفي وحده (قوله والرميم نبات الأرض إذا يبس وديس) هو قول الفراء وديس بكسر الدال وسكون التحتانية بعدها مهملة من الدوس وهو وطئ الشئ بالقدم حتى يفتت ومنه دياس الأرض وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة الرميم الشجر وأخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الرميم الهالك (قوله لموسعون أي لذو سعة وكذلك على الموسع قدره) يعني في قوله تعالى ومتعوهن على الموسع قدره أي من يكون ذا سعة قال الفراء وإنا لموسعون أي لذو سعة لخلقنا وكذا قوله على الموسع قدره يعني القوي وروى ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح قال وإنا لموسعون قال أن نخلق سماء مثلها (قوله زوجين الذكر والأنثى واختلاف الألوان حلو وحامض فهما زوجان) هو قول الفراء أيضا ولفظه الزوجان من جميع الحيوان الذكر والأنثى ومن سوى ذلك اختلاف ألوان النبات وطعوم الثمار بعض حلو وبعض حامض وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي معناه وأخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله خلقنا زوجين قال الكفر والايمان والشقاوة والسعادة والهدى والضلالة والليل والنهار والسماء والأرض والجن والانس (قوله ففروا إلى الله من الله إليه) أي من معصيته إلى طاعته أو من عذابه إلى رحمته هو قول الفراء أيضا (قوله إلا ليعبدون) في رواية أبي ذر وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما خلقت أهل السعادة من أهل الفريقين إلا ليوحدون هو قول الفراء ونصره ابن قتيبة في مشكل القرآن له وسبب الحمل على التخصيص وجود من لا يعبده فلو حمل على ظاهره لوقع التنافي بين العلة والمعلول (قوله وقال بعضهم خلقهم ليفعلوا ففعل بعض وترك بعض وليس فيه حجة لأهل القدر) هو كلام الفراء أيضا وحاصل التأويلين أن الأول محمول على أن اللفظ العام مراد به الخصوص وأن المراد أهل السعادة من الجن والإنس والثاني باق على عمومه لكن بمعنى الاستعداد أي خلقهم معدين لذلك لكن منهم من أطاع ومنهم من عصى وهو كقولهم الإبل مخلوقة للحرث أي قابلة لذلك لأنه قد يكون فيها ما لا يحرث وأما قوله وليس فيه حجة لأهل القدر فيريد المعتزلة لان محصل الجواب أن المراد بالخلق خلق التكليف لا خلق الجبلة فمن وفقه عمل لما خلق له ومن خذله خالف والمعتزلة احتجوا بالآية المذكورة على أن إرادة الله لا تتعلق به والجواب أنه لا يلزم من كون الشئ معللا بشئ أن يكون ذلك الشئ مرادا وأن لا يكون غيره
(٤٦٠)