المراد بالغير أبو عبيدة فإن هذا كلامه بعينه وقرره غيره فقال إذا وصلة بين الكلامين والتقدير فإذا أخذت في القراءة فاستعذ وقيل هو على أصله لكن فيه إضمار أي إذا أردت القراءة لان الفعل يوجد عند القصد من غير فاصل وقد أخذ بظاهر الآية ابن سيرين ونقل عن أبي هريرة وعن مالك وهو مذهب حمزة الزيات فكانوا يستعيذون بعد القراءة وبه قال داود الظاهري (قوله ومعناها) أي معنى الاستعاذة (الاعتصام بالله) هو قول أبي عبيدة أيضا (قوله وقال ابن عباس تسيمون ترعون) روى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى ومنه شجر فيه تسيمون قال ترعون فيه أنعامكم ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس تسيمون أي ترعون ومن طريق عكرمة مولى ابن عباس مثله وقال أبو عبيدة أسمت الإبل رعيتها وسامت هي رعت (قوله شاكلته ناحيته) كذا وقع هنا وإنما هو في السورة التي تليها وقد أعاده فيها ووقع في رواية أبي ذر عن الحموي نيته بدل ناحيته وسيأتي الكلام عليها هناك (قوله قصد السبيل البيان) وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله وعلى الله قصد السبيل قال البيان ومن طريق العوفي عن ابن عباس مثله وزاد البيان بيان الضلالة والهدى (قوله الدفء ما استدفأت به) قال أبو عبيدة الدفء ما استدفأت به من أوبارها ومنافع ما سوى ذلك وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله لكم فيها دفء قال الثياب ومن طريق مجاهد قال لباس ينسج ومن طريق قتادة مثله (قوله تخوف تنقص) وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أو يأخذهم على تخوف قال على تنقص وروى بإسناد فيه مجهول عن عمر أنه سأل عن ذلك فلم يجب فقال عمر ما أرى إلا أنه على ما ينتقصون من معاصي الله قال فخرج رجل فلقى أعرابيا فقال ما فعل فلان قال تخوفته أي تنقصته فرجع فأخبر عمر فأعجبه وفي شعر أبي كثير الهذلي ما يشهد له وروى بن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس على تخوف قال على تنقص من أعمالهم وقيل التخوف تفعل من الخوف (قوله تريحون بالعشي وتسرحون بالغداة) قال أبو عبيدة في قوله ولكم فيها جمال حين تريحون أي بالعشي وحين تسرحون أي بالغداة (قوله الانعام لعبرة وهي تؤنث وتذكر وكذلك النعم الانعام جماعة النعم) قال أبو عبيدة في قوله وإن لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه فذكر وأنث فقيل الانعام تذكر وتؤنث وقيل المعنى على النعم فهي تذكر وتؤنث والعرب تظهر الشئ ثم تخبر عنه بما هو منه بسبب وأن لم يظهروه كقول الشاعر قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة * وللسبع أولى من ثلاث وأطيب أي ثلاثة أحياء ثم قال من ثلاث أي قبائل انتهى وأنكر الفراء تأنيث النعم وقال إنما يقال هذا نعم ويجمع على نعمان بضم أوله مثل حمل وحملان (قوله أكنانا وأحدها كن مثل حمل وأحمال) هو تفسير أبي عبيدة وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله أكنانا قال غير انا من الجبال يسكن فيها (قوله بشق يعني المشقة) قال أبو عبيدة في قوله لم تكونوا بالغيه إلا بشق أي بمشقة الأنفس وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إلا بشق الأنفس قال المشقة عليكم ومن طريق سعيد عن قتادة إلا بشق الأنفس إلا بجهد الأنفس * (تنبيه) * قرأ الجمهور بكسر الشين من شق وقرأها أبو جعفر بن القعقاع بفتحها قال أبو عبيدة هما
(٢٩٢)