فلما توفي بكى الناس فقام عمر في المسجد فقال ألا لا أسمعن أحدا يقول مات محمد الحديث بهذه القصة وهي على شرط الصحيح (قوله وتوفى من آخر ذلك اليوم) يخدش في جزم ابن إسحاق بأنه مات حين أشتد الضحى ويجمع بينهما بأن إطلاق الآخر بمعنى ابتداء الدخول في أول النصف الثاني من النهار وذلك عند الزوال واشتداد الضحى يقع قبل الزوال ويستمر حتى يتحقق زوال الشمس وقد جزم موسى بن عقبة عن ابن شهاب بأنه صلى الله عليه وسلم مات حين زاغت الشمس وكذا لأبي الأسود عن عروة فهذا يؤيد الجمع الذي أشرت إليه * الحديث الرابع عشر (قوله ابن أبي مليكة أن ذكوان أخبره أن عائشة) سيأتي بعد حديث من رواية ابن أبي مليكة عن عائشة بلا واسطة لكن في كل من الطريقين ما ليس في الآخر فالظاهر أن الطريقين محفوظان (قوله فلينته) أي لينت السواك (قوله فأمره) بفاء وفتح الميم وتشديد الراء أي أمره على أسنانه فاستاك به وللكشميهني والأصيلي والقابسي بأمره بموحدة وميم ساكنة وراء مكسورة قال عياض والأول أولى وقد تقدم شرح ما تضمنه هذا الحديث في هذا الباب * الحديث الخامس عشر تقدم شرح ما تضمنه أيضا كذلك وقوله فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري في رواية همام عن هشام بهذا الاسناد عند أحمد نحره وزاد فلما خرجت نفسه لم أجد ريحا قط أطيب منها * الحديث السادس عشر تقدم كذلك * الحديث السابع عشر (قوله من مسكنه بالسنح) بضم المهملة وسكون النون وبضمها أيضا وآخره حاء مهملة وتقدم ضبطه في الجنائز وأنه مسكن زوجة أبي بكر الصديق (قوله لا يجمع الله عليك موتتين) تقدم الكلام عليه في أول الجنائز وأغرب من قال المراد بالموتة الأخرى موتة الشريعة أي لا يجمع الله عليك موتك وموت شريعتك قال هذا القائل ويؤيده قول أبي بكر بعد ذلك في خطبته من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وقال الكرماني فإن قلت ليس في القرآن أن النبي صلى الله عليه وسلم
(١١٠)