الوفد الذين وفدوا من عبد القيس قال وأهدينا له فيما يهدى نوطا (1) أو قربة من تعضوض (2) أو برني فقال ما هذا فقلنا هذه هدية وأحسبه نظر إلى تمرة منها فأعادها مكانها وقال: آل محمد قال فسأله القوم عن أشياء حتى سألوه عن الشراب فقال: لا تشربوا في دباء ولا حنتم ولا مزفت اشربوا في الحلال الموكأ عليه، ثم قال له قائلنا: يا رسول الله وما يدريك ما الدباء والحنتم والنقير والمزفت قال: أنا لا أدرى ما هيه أي هجر أعز قلنا المسفر قال فوالله لقد دخلتها وأخذت أقليدها قال وكنت نسيت من حديثه شيئا فأذكرنيه عبيد الله بن حدرة قال وقفت على غير الدارة ثم قال: اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين غير خزايا ولا موتورين قال وابتهل وجهه ههنا من القبلة حتى استقبل القبلة قال إن خير المشرق عبد القيس - قلت روى أبو داود منه طرفا في الأوعية - رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النقير والدباء والمزفت وقال لا تشربوا إلا في ذي إكاء فصنعوا جلود الإبل ثم جعلوا لها أعماقا من جلود الغنم فبلغه ذلك فقال لا تشربوا إلا فيما أعلاه منه - قلت في الصحيح طرف من أوله - رواه أحمد وأبو يعلى وفيه حسين بن عبيد الله ابن عبد الله وهو متروك ضعفه الجمهور وحكى عن ابن معين في رواية أنه لا بأس به يكتب حديثه. وعن الأشعث بن عمير العبدي عن أبيه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس فلما أرادوا الانصراف قالوا قد حفظتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شئ سمعتموه منه فسلوه عن النبيذ فأتوه فقالوا يا رسول الله إنا في أرض وخمة لا يصلحنا فيها إلا الشراب قال وما شرابكم قالوا النبيذ قال في أي شئ ء شربتموه قالوا في النقير قال لا تشربوا في النقير فخرجوا من عنده فقالوا والله لا يصالحنا قومنا على هذا فرجعوا فسألوه فقال لهم مثل ذلك قال لا تشربوا في النقير فيضرب الرجل ابن عمه ضربة لا يزال منها أعرج إلى يوم القيامة قال فضحكوا قال أي شئ تضحكون قالوا والذي بعثك بالحق يا رسول
(٦٠)