بما فيه نجا ومن تبع ما فيه اهتدى ومن خاصم به فلح ومن قاتل به نصر ومن تركه ضل حتى يراجعه تعلموا ما فيه وسمعوه آذانكم واوعوه أجوافكم واستحفظوه قلوبكم فإنه نور الابصار وربيع القلوب وشفاء لما في الصدور وكتابه أمرا ومعتبرا وزجرا وعظمة وداعيا إلى الله ورسوله وهذا هو الخير الذي لا شر فيه كتاب محمد رسول الله للعلاء بن الحضرمي حين بعثه إلى البحرين يدعو إلى الله عز وجل ورسوله أمرهم أن يدعو إلى ما فيه من حلال وينهى عما فيه من حرام ويدل على ما فيه من رشد وينهى عما فيه من غي. رواه الطبراني من رواية داود بن المحبر (1) عن أبيه وكلاهما ضعيف. قلت وتأتي بقية دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام وصبره على الأذى في المغازي إن شاء الله (2).
(باب النهى عن قتل الرسل) عن أبي وائل قال قال عبد الله يعنى ابن مسعود حين قتل ابن النواحة إن هذا وابن أثال كانا أتيا النبي صلى الله عليه وسلم رسولين لمسيلمة الكذاب فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدان أنى رسول الله فقالا نشهد أن مسيلمة رسول الله قال لو كنت قاتلا وفدا لضربت أعناقكما قال فجرت السنة أن الرسل لا تقتل فاما ابن أثال فكفاناه الله عز وجل وأما هذا فلم يزل ذلك فيه حتى أمكن الله عز وجل منه - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه أحمد والبزار وأبو يعلى مطولا وإسنادهم حسن. وعن ابن معير السعدي قال خرجت أسقى فرسا لي في الشجر فمررت بمسجد بنى حنيفة وهم يقولون إن مسيلمة رسول الله فأتيت عبد الله بن مسعود فأخبرته فاستتابهم فتابوا فخلى سبيلهم وضرب عنق عبد الله بن النواحة فقالوا أخذت قوما في أمر واحد فقتلت بعضهم وتركت بعضهم فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم عليه هذا وابن أثال بن بحر فقال أتشهدان أنى رسول الله فقالا تشهد أنت أن مسيلمة رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم آمنت بالله ورسله ولو كنت قاتلا وفدا لقتلتكما فلذلك قتلته - قلت