ليالي فأتاه هشام يعتذر إليه فقال يا عياض ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشد الناس عذابا للناس في الدنيا فقال له عياض إنا قد سمعنا الذي سمعت ورأينا الذي رأيت وصحبنا من صحبت أو لم تسمع يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كانت عنده نصيحة - فذكر الحديث بنحوه ورجاله ثقات وإسناده متصل. وعن سعيد ابن جمهان قال لقيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه فقال من أنت قلت أنا سعيد بن جمهان قال ما فعل والدك قلت قتلته الأزارقة قال لعن الله الأزارقة حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم كلاب النار، قال قلت الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها قال بل الخوارج كلها قال قلت فان السلطان يظلم الناس ويفعل بهم ويفعل بهم قال فتناول يدي فغمزها غمزة شديدة ثم قال ويحك يا ابن جمهان عليك بالسواد الأعظم مرتين إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم فان قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه قلت روى ابن ماجة منه طرفا - رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات.
(باب الكلام بالحق عند الأئمة) عن عبد الله بن مسعود قال إنها ستكون عليكم أمراء يدعون من السنة مثل هذه فان تركتموها جعلوها مثل هذه فان تركتموها جاؤوا بالطامة الكبرى.
رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن عمر الليثي قال كان في نفسي مسألة قد أحزنتني لم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ولم أسمع أحدا يسأله عنها فكنت أتحينه فدخلت ذات يوم وهو يتوضأ فوافقته على حالتين كنت أحب أن أوافقه عليهما وجدته فارغا طيب النفس فقلت يا رسول الله ائذن لي أن أسألك قال سل عما بدا لك قلت يا رسول الله ما الايمان قال الصبر والسماحة قلت فأي المؤمنين أفضلهم إيمانا قال أحسنهم خلقا قلت فأي المسلمين أفضلهم إسلاما قال من سلم الناس من يده ولسانه قلت فأي الجهاد أفضل فطأطأ رأسه فصمت طويلا حتى خفت أن أكون قد شققت عليه وتمنيت أنى لم أكن سألته وقد سمعته يقول بالأمس إن أعظم الناس في المسلمين